عاصمة الثقافة العربية لعام 2007، فانوس المغرب العربي وقلادة أمجاده..الجزائر التي أخرجت موروثها العربي الإسلامي بكلّ خرائطه الثقافية والتاريخية والحضارية تحطّ رحالها من 30 جوان الجاري إلى الخامس من جويلية الداخل بعاصمة الدنيا وجوهرة الشرق وواسطة العقد ودرّة الحضارة العربية "دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 " التي تزيّنت بكلّ حليّها لتستقبل نفائس الجزائر. "الجزائر نفحة المجد والكبرياء" تحلّ ضيفة على الفيحاء التي قال فيها أمير الشعراء "لولا دمشق لما كانت طليطلة ولا زهت لبني العباس بغدان" لتجمع مغرب الوطن العربي بمشرقه وتتباهى كيف لا وهي عاصمة الأمجاد والجهاد بعاصمة الخلافة والملك دمشق وتعيدا معا التاريخ الذي ربط وارتبط بكليهما على مرّ الزمان، ارتباط الأمير عبد القادر الذي كان فكرا مشتركا بينهما، حيث ضمّت دمشق التاريخ والأبطال من خالد بن الوليد، صلاح الدين الأيوبي والأمير عبد القادر أضف إلى ذلك كبار الفاتحين والعلماء والصالحين. الجزائر وهي ترحل إلى "دمشق عاصمة الثقافة العربية" حمّلت قافلتها بالذخائر التراثية والفنية وكذا الفكرية وتزيّنت بمكنونات التاريخ من قديمه وحديثه، ولتتباهى بدمشق التي تعدّ فصل ما قالته الحضارة ولسان ما تغنّى به الفن بكلّ مشاربه وألوانه، ظلاله وجنانه، إذ ستمدّ عروس المتوسّط جسورا من المحبة والإخاء، التواصل والتناغم إلى دمشق جرير والفرزدق، الأخطل والمتنبي، نزار قباني وبلبل الشرق صباح فخري. الأيام الثقافية الجزائرية بسوريا ستشع على أربع محافظات سورية هي دمشق، حلب، اللاذقية وحمص، وستحتضن فعاليات حفل الافتتاح "دار الأسد للثقافة والفنون" التي ستتزيّن زواياها بلوحات فنية من الخزّان التشكيلي الجزائري ومنحوتات من الخزف الفني، وبعد الافتتاح الرسمي الذي يشرف عليه من الجانب الجزائري وزيرة الثقافة خليدة تومي ومن الجانب السوري وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا، سيفسح المجال للسفر إلى عوالم الجمال والإبداع الروحي عبر عرض موسيقي تراثي مشترك بين الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية وفرقة "الفردة"، وكذا بلوحات راقصة للبالي الوطني الجزائري. الجزائر ستذهب إلى سوريا بكلّ مقدرتها الفكرية والأدبية والدرامية، إذ ستعرف هذه الأيام الثقافية عروضا سينمائية بأفلام "من وراء المرآة" للمخرجة نادية شرابي لعبيدي، "رشيدة" ليمينة بشير شويخ، "مال وطني" لفاطمة بلحاج ، إلى جانب "العفيون والعصا" لأحمد راشدي و"بوعمامة" لبن عمر بختي، أما الفن الرابع فعيّن سفيرا له عرض "بيت برناردا البا" للمخرج أحمد خوذي ومن إنتاج المسرح الوطني الجزائري. أما الجانب الفكري فسيؤثّثه عدد من المحاضرات من بينها "التجربة الروائية الجزائرية المعاصرة" من تقديم الدكتور والروائي واسيني الاعرج، "تطوّر الأدب الجزائري" من إلقاء الأستاذين عبد العزيز بوباكير وإدريس بوذيبة، علاوة على محاضرة "تطوّر الحركة المسرحية في الجزائر" من إلقاء المدير العام للمسرح الوطني الجزائري امحمّد بن قطاف، وانتدبت عذب القوافي لسفرية "دمشق عاصمة الثقافة العربية" عددا من فرسان البيان فكان أن ضمّت قافلة وزارة الثقافة زينب الأعرج، إبراهيم صديقي، عمر أزراج وعز الدين ميهوبي. ولأنّ الجزائر غنية غنى طبوعها الغنائية والفنية، فإنّ الأشقاء السوريين سيزيدون متعة بعد متابعة عرض موسيقي تراثي مشترك بين الجوق الوطني للموسيقى الأندلسية وفرقة "الفردة"، بالاستمتاع بالحفلات الغنائية التي سيحييها كلّ من نصر الدين حرّة في النوع الشاوي، نصر الدين شاولي في الحوزي، هواري بن شنات في الوهراني، بن زينة في المالوف العصري وطاوس أرحاب في النوع القبائلي وذلك بمرافقة الجوق الموسيقي الذي يقوده الأستاذ كمال معطي. احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية2008 "، جاءت بعد أن احتضنت الجزائر طوال عام 2007 احتفالية العواصم الثقافية العربية فكانت بهجة المدائن بوتقة انصهرت فيها الثقافات العربية المتباينة ونافذة اطلّع من خلالها الآخر على ما تزخر به، وسبّاقة لتنفيذ عدد من المشاريع على غرار "ألف عنوان وعنوان" وكذا إقامات الإبداع وغيرها من المشاريع التي جعلت المنظمة العربية للثقافة، التربية والعلوم "الألكسو" تتّخذ من التجربة الجزائرية نموذجا يحتذى به في تنظيم احتفاليات العواصم الثقافية العربية. وللتذكير فإنّ الأسبوع الثقافي الجزائري في إطار فعاليات احتفالية "دمشق عاصمة الثقافة العربية" يأتي بعد أن نظّمت الجزائر بداية شهر جوان الجاري الأيام الثقافية الجزائرية في العاصمة الإيرانية طهران، ويندرج الأسبوعان ضمن استراتيجية التبادل الثقافي الثنائي وتدعيم أواصر التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة.