رغم وجود العشرات من مختلف موديلات القبعات بالأسواق والمحلات المختصة في بيعها، إلا أن الإقبال عليها محتشم جدا من طرف السيدات والفتيات صيفا، في الوقت الذي تهيمن فيه القبعة الرياضية أو "الكاسكيت"، على المواقع الرياضية وبعض الشواطئ البحرية لوقاية الرأس من ضربات الشمس الموجعة، ورغم الكلاسيكية والشاعرية التي تميز الكثير من القبعات المزينة بالحاشية والورد والتي تخدم جمال المرأة وأناقتها، إلا أن الفتاة الجزائرية تخشى الاستمتاع بذلك الجمال لسبب واحد، هو الكم الهائل من التعليقات السخيفة التي تلتقطها الأذن عند ارتداء القبعة!! تزدهر تجارة بيع القبعات خلال فصل الصيف لما لها من خاصية وقاية الرأس من ضربات الشمس، وكذا حماية الجلد من الإصابة باحمرار الوجه والرقبة بفعل الأشعة، وغالبا ما يعرض الباعة موديلات كثيرة لتلبية كل الأذواق، فهناك قبعات دائرية الشكل وأخرى هرمية وقبعات مكسيكية، وعرف السوق مؤخرا دخول أنواع جديدة مثل القبعة الصيفية، وتتراوح الأسعار بين 250 دج وهو سعر القبعات الدائرية والمستديرة التي زينت بالورود والألون الجذابة، و 1500 دج بالنسبة للقبعة الرياضية وشبيهاتها وخصوصا تلك المرصعة ذات اللونين الأبيض والأسود والتي غالبا ما تكون مستوردة، هذه الأخيرة شهدت إقبالا كبير من طرف السيدات والفتيات حسب سفيان صاحب محل الملابس الرياضية بشارع حسيبة بن بوعلي، حيث تعتبر جزءا أساسيا من ديكور العطلة، الذي يقتضي ملابس خفيفة بعيدا عن الكلاسيكية والرسميات، وخلال وجودنا بمحل لبيع القبعات بساحة أودان، دخلت سيدة رفقة بناتها اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و17 سنة وراحت تختار لبناتها الثلاث قبعات بحرية، لتطلق تنهيدة كبيرة فحواها رغبتها في اختيار إحدى القبعات الكبيرة الحجم وخوفها من سماع التعليقات التي لا يخلو منها الشارع العاصمي، وقالت "وضع القبعة على الرأس خلال فصل الصيف ضروري جدا وخصوصا عند الذهاب الى البحر، بناتي صغيرات يمكنهن لبسها دون تعليق، لكن للأسف نحن السيدات والفتيات الشابات محرومات من الاستمتاع بخدمات القبعة في الصيف، لأن ألسنة بعض الشباب تطلق كلمات سامة تجعل لبس القبعة في الشارع أمرا مستحيلا".. وهنا تدخل صاحب المحل قائلا "نعم، للأسف، فالكثير من الفتيات يدخلن المحل وكلهن رغبة في اقتناء أكثر من قبعة نظرا لجمالها، لكنهن يضطررن لاختيار الموديل المناسب للشاطئ فقط، كونهن يرفضن ارتداء قبعة في الشارع لتفادي سماع التعليقات، وربما كان السبب في كون القبعة شيئا دخيلا على ثقافتنا، إلا أن العالم يعرف انفتاحا في كل الأشياء، فلماذا يحدث الانغلاق مع القبعة؟!". أما السيدة نادية 46 سنة التي التقيناها بقلب العاصمة وهي تضع قبعتها البنية اللون ونظاراتها الشمسية، وعندما سألناها إن كانت مرتاحة بقبعتها، ردت قائلة "القبعة ليست ميزة جمالية فحسب بالنسبة لي، فهي تقي رأسي من ضربات الشمس، أحيانا كثيرة تصلني تعليقات من بعض المراهقين لكن حقيقة لم أخذها يوما بعين الاعتبار، فالكلاب تنبح والقافلة تسير، لأنني بكل بساطة لا أرى عيبا أو جرما في ارتداء القبعة". أما وفاء عاشقة، الكاسكيت، فتقول "لا أتخيل يوما صيفيا بدون قبعة على رأسي، لقد أصبحت جزء من أناقتي، خصوصا أن ملابسي تميل إلى لنمط الرياضي، بالنسبة لي تعليقات الناس عابرة، المهم أنني مقتنعة بما أفعله.