تحولت شوارع عنابة منذ العشرية الأخيرة إلى مواقف فوضوية للسيارات التي استحوذت على الأرصفة ، مما شل حركة المرور أمام التوافد القوي للزائرين خاصة خلال فترة الصيف أين تكثر الفوضى و الازدحام و قد ساعد على ذلك النقص الكبير في المواقف التي لم تعد تلبي الطلب اليومي المتزايد على الولاية ، و قد سجلت مديرية النقل تدفق 5 مليون سيارة كل يوم و قد أفرز هذا الوضع ضعفا كبيرا على هياكل الاستقبال التي حولت مع مرور الوقت أغلبية الشوارع إلى مواقف دائمة حيث بات شباب تلك الأحياء يستغلونها كوسيلة لكسب قوتهم اليومي و ذلك يضمن للزوار نسبة من الأمان لمركباتهم مقابل مبلغ مالي يصل في كثير من الأحيان إلى 30 دج و في حالات أخرى إلى 40 دج ، و قد أكد لنا أغلب أصاب السيارات أن فترة الليل يرتفع فيها الطلب في حين يصبح سعر الضمان الحسن للمركبة في الليلة الواحدة نحو 50 دج و هذا يؤثر على ميزانية الشهر شأنه شأن الضروريات الأخرى حسب تقديرات أصحاب المركبات و أمام تصاعد ظاهرة الانحراف و اللصوصية بعنابة التي انتشرت بشكل ملفت للانتباه في الكثير من سكان الأحياء الذين يخافون على مصير مركباتهم و حقيقة ضمان حمايتها من السرقة حتى نظام المداومة الذي أصبح يعمل به هؤلاء الحراس الشباب و القاضي باعتماد حارس أو حارسين لفترة معينة من الليل لا يلبي بالضرورة الحماية اللازمة لعشرات السيارات الممتدة على طول الرصيف في الوقت الذي يكون نشاط اللصوص مبنيا على نظام الجماعة التي يفوق عددها أحيانا عشرة منحرفين ، و حسب شهادات بعض الزوار فإن سيارتهم تعرضت الأسبوع الماضي فقط إلى عملية سطو حيث تم تجريد أكثر من 10 سيارات من العجلات إلى جانب سرقة أجهزة الراديو و معدات أخرى ليؤكدوا لنا أن صفارات الإنذار لم تعد هي الأخرى تؤدي دورها بعدما أصبح اللصوص يعتمدون تقنيات عالية لتعطيلها ، غيرنا الوجهة نحو حراس السيارات و نقلنا لهم انشغالات أصحاب السيارات فأكدوا لنا حرصهم الشديد على ضمان الأمان للمركبات لأن جميع فرق الحراسة تبقى يقظة كل ساعات الليل و لمواجهة عصابات مجهولة التي تدخل معهم في مناوشات و اعتداءات خطيرة يحدث هذا في وقت لا تزال فيه ولاية عنابة بحاجة إلى إعادة إعداد خريطة نقل جديدة و توفير مواقف سيارات و ذلك لضمان الاستقرار خاصة أنه في فصل الصيف يكثر توافد السياح و وزوار بونة من كل حب و صوب.