وأكد السيد إبراهيم بن جابر، خلال اللقاء الذي جمعه بوزير الاقتصاد الإيراني وعدد من رجال الأعمال الإيرانيين في الغرفة الوطنية للتجارة بالعاصمة، أن الجزائر، التي تعكف على إنجاز برنامج سكني يهدف إلى إنشاء مليون وحدة سكنية، تستهلك حاليا ما قدره 14 مليون طن من الإسمنت، مشيرا إلى أن الاحتياجات في هذا المجال سترتفع إلى 18 مليون طن، باعتبار أن البلاد تبقى بعد استكمال البرنامج السكني الحالي تسجل عجزا في المجال يقدر ب 2 مليون وحدة سكنية أخرى• كما أشار إلى أن الاتفاقيات التي تم توقيعها أمس وأول أمس بين الطرفين الجزائريوالإيراني، تشمل مجالات أخرى كصناعة الحديد مثلا، مذكرا أن الجزائر لها احتياجات متزايدة أيضا في هذا المجال، حيث تستهلك حاليا 12 مليون طن، بينما سنكون بحاجة إلى رفع هذه القيمة إلى 18 مليون طن في 2010 والسنوات القادمة على وجه العموم، وقال المتحدث في هذا السياق، أن الجزائر ترحب بكل الاستثمارات التي من شأنها تقليص فاتورة الاستيراد، سواء فيما يتعلق بالمواد الأولية أوغيرها• وأكد رئيس الغرفة الوطنية للتجارة، أن المجالات التي تسعى إيران للاستثمار فيها بالجزائر متعددة، حيث وقعت عقود شراكة لبناء السكنات، بالإضافة إلى عقد آخر مع مجمع سونلغاز، كما أنها تعتزم القيام بمشاريع في مجال أرضية القطارات وطرق السكك الحديدية• وحسب المسؤولين الجزائريوالإيراني، فإن الشراكة الاقتصادية والتعاون ما بين البلدين يعد بالكثير، حيث يسعى الطرفان إلى الوصول بحجم المبادلات التجارية إلى 2 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة، علما أن حجم المبادلات التجارية كان يقدر في سنة 2005 ب 7 ملايين دولار ليرتفع إلى 9 ملايين دولار في 2006 وبعدها إلى 25 مليون دولار خلال السنة الماضية، ومن المتوقع أن تصل إلى 50 مليون دولار في نهاية السنة الجارية، وفي هذا الشأن، قال السيد إبراهيم بن جابر، أن الميزان التجاري حاليا غير متوازن ما بين الصادرات والواردات بالنسبة للطرف الجزائري، إلا أنه من المنتظر أن يعرف نوعا من التحسن في 2009، بسبب تصدير مادة الفوسفات• إنشاء فرع لبنك إيراني قريبا بالجزائر واعتبر وزير الاقتصاد الإيراني، الذي وصف تجربة بلاده في مجال إنتاج الإسمنت ب "الطيبة جدا"، أنه مادام القطاع المصرفي يلعب دورا أساسيا في هذه الشراكة، فإن إيران تعتزم إنشاء فرع لأحد بنوكها بالجزائر في الفترة القريبة• وفي هذا الشأن قال أن الشراكة ما بين البلدين ستمتد إلى مجال إنتاج الأدوية، حيث تم الاتفاق مع وزير الصحة، سعيد بركات، في هذا الشأن، خاصة وأن الجزائر تستورد ما قيمته مليار دولار من الدواء، مبديا استعداد بلاده للاستثمار في الجزائر في ميادين صناعة صوامع الحبوب والطاقة والجسور والسكك الحديدية والملاعب الرياضية• "صايبا" تعد بإقامة مصنع تركيب وإنتاج في الجزائر كما كشف أن شركة إنتاج السيارات "صايبا"، قد وعدت بإقامة مصنع للإنتاج والتركيب باعتبار أن الجزائر تعد قاعدة الاستثمارات الإيرانية في كل منطقة شمال إفريقيا، وقال أن العديد من الشركات الإيرانية مستعدة للعمل في الجزائر بهدف الإنتاج الموجه لإعادة التصدير، ناهيك عن إقامة مصنع للعربات الموجه للتصدير إلى إفريقيا والشرق الأوسط•