أنهى السفير الفرنسي بالجزائر، برنار باجولي، أول أمس، مهامه في الجزائر بخطاب ألقاه في مقر السفارة بمناسبة احتفالات 14 جويلية• ولخص السفير تطور العلاقات الجزائرية - الفرنسية، التي تشوبها وتعرقلها مخلفات الماضي الاستعماري، بضرورة النظر الى الماضي بأمانة والى الحاضر ببصيرة، والنظر الى المستقبل بيقظة• وأضاف السفير أن على الطرفين مواصلة الجهود من أجل الرقي بالعلاقات الثنائية الى درجة أسمى، عكس ما تنتظره بعض الأطراف الخارجية من حوض المتوسط أو خارجه بسبب الخطر الذي تراه في التقارب الفرنسي - الجزائري• واستدل برنار باجولي في حديثه عن رغبة فرنسا في تحسين علاقتها مع الجزائر بالسياسة التي يتبعها نيكولا ساركوزي منذ اعتلائه كرسي قصر الإليزي والاهتمام الخاص الذي يوليه للجزائر، وتجلى ذلك في زيارة الدولة التي قام بها للجزائر عقب توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية، بالإضافة الى المجهودات الخاصة للسفير في دعم هذا النهج دبلوماسيا في الجزائر من خلال منصبه واعترافه لأول مرة بمجازر الثامن ماي 1945• برنار باجولي تساءل في خطابه أول أمس عن فقدان فرنسا طيلة احتلالها للجزائر للقيم التي أسست بها الجمهورية والمتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة، ليس على أساس العودة الى الماضي ولكن لتحديد ما يجب فعله من أجل تجاوز المعيقات التي تقف في وجه علاقة جزائرية - فرنسية جيدة من كل النواحي، تمكن من العمل سويا مستقبلا على أساس المصلحة المشتركة، وذلك في حديثه عن الحقبة الاستعمارية والوجود الفرنسي في الجزائر• وعرج على التطور الذي عرفته العلاقات الثنائية منذ سنة، أي منذ تولي ساركوزي الرئاسة• باجولي الذي سيخلفه في المنصب منتصف سبتمبر المقبل كزافييه درانكور، قال أنه سيغادر الجزائر بإحساس أن مهمته غير مكتملة، حتى وإن كان سبب مغادرته تكليفه بمنصب مسؤولية آخر من طرف الرئيس الفرنسي، مضيفا أن مهمته سينجزها خليفته وفقا لمسار سطر في الرئاسة وعلى أعلى المستويات بالنسبة للبلدين، مستدلا بمبادرات فرنسا بتسليم الجزائر خرائط الألغام حتى وإن جاءت متأخرة، بالإضافة الى التعاون في وضع الأرشيف و في مجالات أخرى منها العسكري والنووي، مشيرا الى ضرورة الذهاب بعيدا في التعاون الثنائي من خلال تكوين الإطارات الجزائرية وخلق أقطاب الامتياز الجزائرية - الفرنسية وتشجيع الاستثمارات• ولم يهمل المتحدث الشق الأهم في التعاون والمتعلق بالإقامة وتنقل الأشخاص ووعد بأن يعمل بلده على فتح المجال والمعاملة بالمثل، من خلال تسهيل الحصول على التأشيرة• ووصف المتحدث العلاقة الثنائية بالصلابة وهي علاقة صنعتها دماء ودموع الجزائريين الذين حاربوا مع فرنسا أو ضدها خلال الاستعمار ويدعمها اليوم الفرنسيون من أصول جزائرية، الذين بلغ عددهم ستة ملايين أو العكس•