إستدعت الرئاسة الفرنسية سفيرها بالجزائر، برنار باجولي، لشغل منصب منسق للمصالح الإستخباراتية بقصر الإيليزي حيث سيتولى مهام الإشراف على حوالي 14 ألف من عناصر الإستخبارات الفرنسية والتنسيق بين مختلف المديريات الناشطة بالميدان، سواء في الداخل أو في الخارج، وهو المنصب الذي وصفته وكالة الأنباء الفرنسية التي أوردت الخبر "بالعالي والإستراتيجي"، في إطار دعم وتفعيل جهود الدولة الفرنسية في مكافحة الإرهاب المحلي والدولي، بينما لم تذكر المصادر من سيخلف باجولي في مهامه الدبلوماسية بالجزائر. وأورد المصدر نفسه، أمس، أن هذا المنصب استحدثته الرئاسة الفرنسية في إطار جهودها الإصلاحية الرامية بالأساس إلى تفعيل الآليات الردعية ضد الإرهاب، كأولوية لإعادة التأسيس للهيمنة الفرنسية في أوروبا والحوض المتوسطي بصفة عامة. وكان هذا المسعى في توجهات فرنسا قد تضمنه "الكتاب الأبيض حول الدفاع والأمن الوطني" الذي رجحت المصادر ذاته أن ينشر في غضون شهر جوان الداخل. ويرجح العديد من الخبراء في الشؤون الأمنية أن يكون باجولي استدعي لأداء هذه المهام من منطلق خبرته المستمدة من التجربة الجزائرية الطويلة في مكافحة الإرهاب، وكذا تخصصه في الشؤون العربية، سيما وأن باجولي كان قد تولى مهامه كسفير للدولة الفرنسية بالعراق في الفترة الممتدة بين 2000- 2006، قبل أن يباشر مهامه كسفير فرنسي معتمد بالجزائر في أواخر 2006 إلى اليوم. وكان باجولي حسب نفس المصدر قد عقد عدة لقاءات مع مديري المصالح الإستخباراتية ومديري "الجوسسة المضادة" التابعة لوزارة الداخلية الفرنسية، كخطوة أولى لبداية مهام الهيئة الأمنية الجديدة التي سيشرف عليها، والتي كانت من المهام المنوطة للجنة الوزارية المختلطة التابعة للوزير الأول الفرنسي.