رغم المشاريع الكبري التي تم انجازها من سدود ومحطات لتحلية المياه البحر عبر مختلف ولايات الوطن، بات مشكل ندرة الماء الشروب في فصل الصيف بالجزائر من بين الهواجس التي أثقلت كاهل المواطنين الذين لم يجدوا وسيلة للتعبير عن تذمرهم من السياسة المعتمدة لتزويدهم بالمياه إلا الإحتجاجات، حيث شهدت العديد من الأحياء بولاية تبسة، نهاية الأسبوع الفارط، خصوصا حي لارسوط والكويف، تجمّع العديد من المواطنين على مستوى الجهات الوصية للمطالبة بتزويدهم بمياه الشروب، الذي انقطع عن حنفياتهم لمدة 15 يوم، مما دفع بالسلطات المحلية إلى تزويدهم بصهاريج المياه لامتصاص غضب السكان. كما تعاني بعض المناطق النائية بولاية تيزي وزو التي استفادت من أكبر سد على المستوى الوطن، وهو "سد تاقصبت" بدروها من نقص التزود بالمياه، حيث نظم سكان منطقة "احدادن" و"ماكودة" تجمعا أمام مديرية الجزائرية للمياه، للمطالبة بحل نهائي لمشاكل انقطاع المياه لمدة تزيد عن 20 يوما، علما أن هؤلاء المواطنين وقعوا ضحية بعض السماسرة الذين اغتنموا الفرصة لتزويد هؤلاء السكان بصهاريج من المياة بتكلفة 1500 دينار للصهريج الواحد. ولم تتوقف هذه المعاناة في المناطق المذكورة، بل انتقلت إلى العديد من ولايات الوطن كتيبازة التي اشتكى فيها مواطنو بلدية سيدي عمر بحرمانهم من المياه الشروب منذ بداية فصل الصيف، وتأكيدهم أن الأوضاع باقية على حالها رغم نقل انشغالاتهم إلى الجهات المعنية أكثر من مرة. كما تعرف العديد من المناطق بولاية قسنطينة نقصا كبيرا في التزود بهذه المادة الحيوية، حيث لم يجد سكانها وسيلة أخرى لتوفيرها سوى اللجوء إلى الينابيع الطبيعية، وفيما يخص مناطق الجنوب فحدث ولا حرج، خصوصا أن المناطق الشمالية التي استفادت من مشاريع كبرى لتزويدها بالمياه تعاني أزمة حادة لتمويلها بهذه المادة الحيوية.