حذر الرئيس الكوبي راؤول كاسترو من أن على الكوبيين أن يكونوا مستعدين لتحمل نتائج الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، وقال كاسترو أن البلدان النامية بدأت تشعر بآثار ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية، وجاءت دعوة الرئيس الكوبي في سياق الاحتفالات بالذكرى الخامسة والخمسين لانطلاق الثورة الشيوعية التي شهدتها كوبا عام 1959، وكان من المتوقع أن يعلن كاسترو عن إجراءات اقتصادية جديدة لكنه لم يدع إلى أي خطوات معينة• لكن الرئيس الكوبي سبق وأن طرح تغييرات اقتصادية مهمة في كوبا منذ خلافة أخيه فيدل كاسترو العليل في شهر فيفري الماضي• كان يتوقع أن يدعو كاسترو إلى إجراءات اقتصادية جديدة لكنه لم يدع إلى أي إجراءات، وكان كاسترو أعلن مؤخرا عن خطوة تسمح بالملكية الزراعية الخاصة وتخفف القيود المفروضة على اقتناء الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، وحذر الرئيس الكوبي، خلال خطابه الذي استمر لمدة 48 دقيقة الحاضرين من أن التقشف الاقتصادي الذي عاشته كوبا خلال السنوات الأخيرة لن تخفف منه الزيادة في أسعار المواد الغذائية في العالم• وقال كاسترو " الثورة قامت وستواصل القيام بكل ما تستطيع من أجل التخفيف من الآثار الحتمية الناجمة عن الأزمة العالمية وحصرها في حدها الأدنى بالنسبة إلى شعبنا"، وتابع "لكن علينا أن نشرح لشعبنا الصعوبات القائمة وبالتالي جعلهم يستعدون للتعامل معها"، ومنذ أن استلم راؤول مقاليد الحكم من أخيه الأكبر فيدل، خصص مزيدا من الأراضي غير المستغلة والمملوكة للدولة لصالح مزارعين خاصين، وكذلك خفف كاسترو من القيود المفروضة على اقتناء المواطنين العاديين للهواتف المحمولة وسمح لبعض العمال بالحصول على صكوك ملكية المنازل التي يقيمون بها، ووقع الرئيس الكوبي على اتفاقات الأممالمتحدة المعنية بحقوق الإنسان وأعلن عن إجراءات تسمح للعمال بالحصول على مكافآت مقابل إنتاجيتهم العالية، ويكون كاسترو بهذا الإجراء قد قطع مع مفهوم التساوي في الأجور الذي كان معمولا به في كوبا منذ الثورة الشيوعية، ويُذكر أن عدد الكوبيين الذين حضروا خطاب كاسترو في سنتياجو يقدرون بنحو 10 آلاف شخص، وكانت احتفالات عيد الثورة قبل سنتين هي آخر مناسبة عامة شارك فيها الزعيم الكوبي، فيدل كاسترو قبل أن تُجرى له عملية جراحية في الأمعاء الداخلية، ولم يعد فيدل كاسترو يظهر سوى في تسجيلات رسمية بالفيديو وصور فوتوغرافية•