أكدت السلطات الكوبية أمس، استعدادها للدخول في مفاوضات مع الإدارة الأمريكيةالجديدة بقيادة الرئيس باراك اوباما شريطة تخليه عن سياسة العصا والجزرة. وقال الرئيس الكوبي السابق فيدال كاسترو في مقال مطول نشرته صحيفة "كوبا ديباتي" انه بامكاننا التفاوض مع الرئيس اوباما ان أراد ذلك ولكن شريطة اقتناعه بضرورة التخلي عن نظرية العصا والجزرة لأنها لن تنفعه في شيء لفرض منطقه على كوبا". وأضاف الرئيس الكوبي البالغ من العمر 82 عاما والذي تخلى عن كرسي الرئاسة طواعية لشقيقه ووزير دفاعه راؤول كاسترو في مقال حمل عنوان "السباحة عكس التيار" ان الحقوق السيادية للشعب الكوبي ليست موضوع تفاوض. وجاء موقف الزعيم الكوبي الذي تعافى من وعكة صحة أرغمته على الانسحاب من الساحة السياسية بعد تصريحات للرئيس الأمريكي المنتخب باراك اوباما الذي أكد خلال حملته الانتخابية انه مستعد للتفاوض مع القادة الكوبيين لانهاء علاقات التوتر السائدة بين البلدين منذ سنة 1960. وقال الرئيس الكوبي راؤول كاسترو شقيق الرئيس السابق فيدال كاسترو انه مستعد لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي الجديد في أرض محايدة قد تكون منطقة غوانتانمو. ولكن الرئيس الكوبي أكد بخصوص إمكانية رفع واشنطن لحصارها المفروض على كوبا منذ ستينيات القرن الماضي أن الكوبيين يقبلون التحدي وهم صابرون ودليل ذلك ان 70 بالمئة منهم وولدوا في ظل الحصار الأمريكي. وبقي الرئيس الكوبي السابق فيدال كاسترو متمسكا بمواقفه المعادية للسياسة الأمريكية ضد بلاده وكل العالم رغم مرور عشرة رؤوساء أمريكيين على البيت الأبيض دون أن تتغير مواقفه إزاء الإدارات الأمريكية المتعاقبة ورغم الحصار الاقتصادي المفروض على بلاده طيلة نصف قرن. وتعكرت العلاقات بين هافانا وواشنطن بسبب أزمة خليج الخنازير عندما أعطت الحكومة الشيوعية في هافانا بقيادة فيدال كاسترو الضوء الأخضر لدولة الاتحاد السوفياتي آنذاك لنصب صورايخ باليتسية فوق أراضيها وهو ما اعتبرته الإدارة الامريكية آنذاك بمثابة استفزازا وتهديدا مباشرا لها في قبضة حديدية كادت ان تؤدي إلى نشوب حرب نووية في عز الحرب الباردة بين العملاقين الأمريكي والسوفياتي آنذاك. وفرضت إدارة الرئيس جون كيندي وفق نظرية العصا والجزرة حصارا اقتصاديا مطبقا على ما كان يعرف بجزيرة الحرية في محاولة لإركاع نظامها ولكنها فشلت في ذلك رغم المحاولات الانقلابية التي نفذته ضده من طرف المناؤين له من المهاجرين وبتخطيط محكم من طرف وكالة المخابرات الأمريكية. ولم يخف الرئيس الكوبي فيدال كاسترو خلال حملة الانتخابات الأمريكية تأييده لفوز المرشح الديمقراطي باراك اوباما. فهل ستكون عبارات الود هذه بداية لإذابة آخر بقايا الحرب الباردة في العالم؟