سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الإستراتيجية الأمنية الجديدة أثبتت نجاعتها والإرهابيون يبحثون عن الثغرات" محلل أمني يعتبر أن تضاريس منطقة القبائل ساعدت على استمرار الاعتداءات الإرهابية
وأضاف المصدر، أمس في تصريحات ل"الفجر"، أن الاستراتيجية الجديدة في مكافحة الإرهاب والمتمثلة أساسا في "التنبؤ" - إن صح القول - واستباق أي اعتداء إرهابي دفعت بالجماعات الإرهابية إلى اختراع أساليب جديدة لتسجيل حضورها وإثارة الرأي العام، وذلك من خلال بحثها عن الثغرات الممكن استغلالها من ضمن إجراءات المكافحة المعتمدة ميدانيا من طرف قوات الشرطة والدرك الوطنيين والجيش، وهو ما حدث بالفعل، حسب المتحدث، بلجوء الجماعات الإرهابية إلى استعمال أسلوب جديد لتنفيذ عملياتها على غرار ما حدث مؤخرا في الأخضرية بولاية البويرة، حيث نفذ الإرهابيون عملية ضد قوات الجيش باستعمال دراجة نارية مفخخة كسابقة لم تتعامل أجهزة الأمن مع مثلها من قبل، وذلك بعد الحصار المفروض على الجماعات الإرهابية عقب التفجيرات الانتحارية التي ضربت العاصمة في أفريل وديسمبر الماضيين من خلال الشاحنات المفخخة، حيث أقرت إجراءات تفتيشية مشددة لأصحاب الشاحنات والسيارات النفعية وحتى صهاريج المياه. وبالتالي اضطرت العناصر الإرهابية، حسب المحلل، إلى البحث عن ثغرة أخرى يمكن استغلالها للإفلات من قبضة الأمن والنجاح في القيام بعملية تحسب لها وتؤكد حضورها، عكس تصريحات المسؤولين الأمنيين في الجزائر، وتمثل هذا الأسلوب في استخدام الأحزمة الناسفة، وقد نفذت أول عملية منه في الاعتداء على موكب رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في ولاية باتنة يوم 6 سبتمبر 2007 والذي خلف 22 قتيلا. وبالمقابل، يضيف محمد عصامي، فرضت قوات الأمن بعد هذه العملية مراقبة شديدة لكل شخص مشتبه به دفعا لاستعمال الأحزمة الناسفة، حيث تمكنت من إحباط عملية مماثلة بولاية وهران وقضت على إرهابي كان يحضر لتفجير نفسه. ولخص المصدر ذاته أن الوضع الأمني في الجزائر تحسن بشكل كبير عقب العمليات الانتحارية المسجلة السنة الماضية والتي أكسبت قوات الأمن خبرة جديدة في المكافحة وأضعفت الجماعات الإرهابية التي ظلت تبحث عن فرص لإثبات حضورها، وهو ما حدث أول أمس في ولاية البويرة، يوما فقط عقب زيارة تفقد وعمل قادت رئيس الجمهورية إلى الولاية والتي أرادت من خلالها الجماعات الإرهابية إيصال رسالة إلى السلطة مفادها أن نشاطها الإجرامي لايزال مستمرا. وفي السياق، اعتبر مصدرنا أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة سهلت للإرهابيين تنفيذ اعتدائهم، حيث تتميز المنطقة بمساحات غابية وجبلية واسعة من الصعب التحكم فيها كلها أو نشر عنصر من الأمن أو الجيش على كل شبر منها. وأضاف أن زيارة الرئيس لو كانت لمنطقة تختلف عن البويرة لما تمكن الإرهابيون من تفجير قنابلهم بها أو استعمال سيارات أو دراجات مفخخة، وهو ما يفسر حسبه استمرار النشاط الإرهابي في ولايات تيزي وزو والبويرة وبومرداس أو منطقة القبائل بشكل عام، ولم تتمكن الجماعات الإرهابية من اختراق الوسط الحضري بفضل اعتماد الاستراتيجية الأمنية الجديدة بعد الدروس المستخلصة من العمليات الانتحارية المنفذة السنة الماضية ضد مؤسسات وهيئات رسمية وكذا مراكز الأمن والثكنات العسكرية. وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين يزيد زرهوني، إلى جانب المدير العام للأمن الوطني، علي تونسي، أكدا أن نهاية الإرهاب قريبة جدا وأنه لن يكون قوة ضاربة في الجزائر مثلما كان عليه في التسعينيات وحتى في بداية الألفية.