هذا الى جانب العائلات النازحة من ولايات مختلفة للإقامة فيه بعدما هاجرت حياة الريف نحو المدن الكبرى وقامت بتشييد بيوت من القصدير والزنك، تحولت هذه الأيام مع اشتداد حرارة صيف إلى أفران يصعب الدخول إليها• وتم تقسيم الحي القصديري إلى جزئين جزء تابع لبلدية السانيا بالجهة الشرقية والجزء الغربي تابع لبلدية وهران والذي يضم لوحده أكثر من 300 بيت قصديري، ناهيك عن الجزء الشرقي الذي يحوي قرابة 250 بيت فوضوي تتوسطهم المقبرة الأمريكية• من جهتهم صرح بعض سكان الحي أن بلدية وهران قامت خلال 2006 بعملية جرد تم من خلالها إحصاء السكان الذين قدر عددهم وقتها ب 274 عائلة، لكن تضاعف العدد مؤخرا بالحي أضعاف المرات في الأراضي الفارغة التي كانت تستعمل سابقا كحظيرة للحافلات والسيارات المعطلة والتي تم الاستحواذ عليها• بمجرد اجتياز الطريق المزدوج الرابط بين الجامعة وحي إيسطو أول ما يشد انتباهك تلك البيوت القصديرية وأكوام من النفايات المنتشرة فيه في كل مكان والتي ترفرف فوقها أعلام وطنية وسط برك من المياة القذرة التي أصبحت مصدرا للحشرات ولتجمع الجرذان الضخمة التي تسببت - كما علمنا من السكان - في العديد من الإصابات بأمراض جلدية مختلفة عند الأطفال وجعلت الحياة جحيما لا يطاق ليلا ونهارا بالحي خاصة مع اشتداد حرارة الجو، حيث لجأ العديد من العائلات إلى استعمال أنابيب في بيوتها تصب مباشرة إلى الخارج والتي أدت إلى تشكيل برك من مياه الصرف الملوثة• انتشار كبير لظاهرة القرصنة الكهربائية سكان الحي ووسط الظلام الذي يتخبطون فيه لم يجدوا حلا لوضعيتهم إلا السطو على الأعمدة الكهربائية وسرقة الكهرباء منها، مما أصبحت تكبد خزينة سونلغاز خسائر بملايين الدينارات جراء عملية القرصنة والانتشار الواسع والعشوائي للكوابل الكهربائية في كل مكان• أما المياه فيشترونها من الجرارات التي تأتي من حين إلى آخر مقابل 15 دينارا لكل 5 لتر• ووسط الوضعية الاجتماعية الخانقة التي يعشونها والبطالة لا يمكنهم سوى شراء كميات قليلة فقط لا تكفي حتى للشرب، مما ساعد على انتشار أمراض مختلفة نتيجة انعدام النظافة• زد على ذلك منظر لعب الأطفال حفاة وسط القاذورات والقمامة المنتشرة بالحي، هذا الى جانب انعدام الأمن اذ أصبح كل شيء مباحا من السرقة والسطو على المنازل ليلا ونهارا وكذا المتاجرة بالمخدرات إلى تناول الخمر وغيرها من الآفات• سكان الحي من جهتهم راسلوا المسؤولين من البلدية والولاية للنظر في وضعيتهم، لكن لحد اليوم وبعد عملية الإحصاء لم يتلقوا أية ردود• الوضعية المزرية التي يعيشونها جعلت الكثير من الآباء يوقفون أبناءهم عن الدراسة بسبب صعوبة التنقل إلى المؤسسات التعليمية وكثرة الاعتداءات في الطريق خاصة على الفتيات• من جهتها مصالح قسم التعمير لبلدية وهران تقوم هذه الأيام بعملية الإحصاء للبنايات الفوضوية التي تجاوز عددها بالولاية 11 ألف، وهو الرقم الذي وقف عنده رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للولاية والتي زاد عددها اليوم أضعاف المرات•