تعيش أزيد من 150 عائلة بالبيوت القصديرية في نطاق حي دريوش التابع إداريا لبلدية بوعرفة ظروفا جد صعبة، لافتقار أماكن إيوائها البعيدة كل البعد عن مصطلح المساكن إلى أدنى شروط العيش الكريم، حيث تتشبث هذه العائلات بالحياة، تنتظر بفارغ الصبر إيفاء السلطات بوعودها المقدمة في إطار التكفل بترحيل سكان الحي القصديري إلى سكنات لائقة. تتفاقم الوضعية المتردية بالحي مع انعدام شبكة الصرف الصحي، مما ساهم في انتشار العديد من الأمراض والأوبئة بين أفراد العائلة المقيمة، ناهيك عن غياب الماء الشروب حيث أصبح مشهد تنقل الأطفال بمختلف أصناف الدلاء عبر حي دريوش أمرا مألوفا يتكرر بصفة يومية، فيما يضطر البعض بهذا الحي إلى استغلال مياه وادي بوعرفة الذي يمر مجراه بمحاذاة المساكن القصديرية، حيث تسبب ذلك في إصابة بعض الأطفال من قبل ب“التيفوئيد“. للإشارة، فإن سكان الحي القصديري أغلبهم عائلات فرت من ويلات الإرهاب خلال بداية التسعينيات من المناطق النائية لولاية البليدة والمدية إلى جانب الولايات المجاورة كما عرف الحي توسعا مؤخرا بسبب الأزمة السكنية. إلا أن معظم هذه العائلات تعاني الحرمان والفقر، فرغم الشكاوى العديدة في سبيل الحصول على مسكن لائق ب، إلا أن السلطات المعنية بقيت دون حراك، وامتنعت عن إمداد السكان المتضررين بالماء والكهرباء بحجة أن من شأنه تعقيد الأمور والمساهمة في بقاء الأحياء القصديرية وتطورها.وفي ظل عدم التكفل برحيل سكان الحي، يزداد تردي الوضع الصحي بالمكان تفاقما، حيث أصبحت الحالة الصحية لسكان القصدير تنذر بالخطر بسبب انعدام شروط النظافة. ومن جهة ثانية، فإن أجساد السكان عرضة لبرد الشتاء وحرارة الصيف الشديدة أمام تقصير المسؤولين في انتشال السكان من هذا الواقع المعيشي الصعب.