تحولت ساحة "موريس اودان" بقلب العاصمة الى فضاء فسيح لعرض وبيع التحف التقليدية ومختلف أغراض تزيين المنزل كالحلي والمجوهرات الفضية التي أبدعت فيها أنامل الحرفيين الصغار، الأمرالذي جعل الساحة مقصد المئات من العائلات الجزائرية وحتى السياح الأجانب الراغبين في اقتناء تحف تذكارية عن الجزائر والتي أبدع فيها عدد من الحرفيين من خلال صنع لوحات زجاجية تضم خريطة الجزائر وبقلبها صورة عامة عن العاصمة، لكن ما يشد انتباه الزوار أن اغلب المعروضات هي عبارة عن بضاعة صينية الصنع ولا علاقة لها بالحرف الجزائرية. معرض بيع المنتوجات التقليدية بقلب العاصمة يعتبر تقليد صيفي لبلدية الجزائر الوسطي التي ألفت تخصيص المكان للحرفيين الجزائريين لبيع منتوجاتهم لزوارالساحة والسواح الأجانب على الخصوص، حيث تنصب الطاولات التي يغلب عليها اللون الأحمر والمزينة بمختلف المنتوجات على جنبات الشارع الرئيسي منذ الساعات الأولى من النهار للتعالي عمليات "المساومة" بين الباعة و الزبائن الشغوفين بكل ما هو تقليدي، فبين المنتوجات النسيجية والجلدية والنحاسية يهوم الزائر وحتى المار قرب الساحة حيث يجد نفسه يقتني المعروضات من دون أن يكون محضر لذلك، وحسب شهادات بعض المارة فإن مثل هذه المعارض تعد مبادرة مستحسنة من طرف الجميع من خلال تخصيص أسواق خاصة للحرفيين لعرض ما أبدعته أناملهم في الوقت الذي وجد فيه السواح ضالتهم لاقتناء تحف تذكارية تخلد الأيام التي قضوها بالجزائر. وفي لقاء مقتضب مع بعض التجارمن الحرفيين فقد وجدوا في المعرض الذي تعودت بلدية الجزائر الوسطى على تنظيمه خلال فصل الصيف بديلا عما طالبوا به في كل مرة السلطات المحلية فلغاية اللحظة لم تخصص ولاية الجزائر سوقا خاصا للحرفيين، رغم أن المشروع مدرج في قائمة أعمال الولاية إلا انه لم ير النورلأسباب متعددة، وهو ما جعل الحرفيون يجدون أنفسهم يتجولون طوال السنة من شارع إلى آخرلبيع بضاعتهم كون المساحة المخصصة لهم قبالة المسرح الوطني لا تسمح باستيعاب عدد كبير للحرفيين الذين تحولوا الى السوق السوداء مجبرين لبيع بضاعتهم وتوفيرالسيولة المالية لشراء المواد الأولية والتي غالبا ما تكون مستورد من الخارج. كما أشارالتجارالى أن اغلب الباعة على مستوى ساحة موريس اودان لا يمكن تصنيفهم كحرفيين بل هم في غالبيتهم تجار يبيعون بضائع صينية مثل حلي الزينة وبعض التحف لتزيين البيت، وهو الأمرالذي ضيق المجال على عدد كبير من الحرفيين الذين بدأ عددهم يتقلص سنة بعد أخرى، فمن مجمل 100 عارض بالساحة هناك 50 حرفيا فقط و البقية ما هم إلا تجار عاديين، لذلك يطالب الحرفيون من مسؤولي تنظيم المعرض على مستوى بلدية الجزائر الوسطى التدخل لتحديد الهوية الحقيقية للتجار ومن لهم أحقية الاستفادة من طاولة بالمعرض، فحتى الحلي الفضية المعروضة اغلبها جلب من ايطاليا ولا علاقة لها بصناعة الحلي التقليدية. أما زوار المعرض فأغلبهم من النسوة والسواح الأجانب فقد أعربوا عن سعادتهم لتخصيص مثل هذه الفضاءات لعرض ما جادت به أنامل الشباب الجزائري الذي تحدى كل الصعاب وأصر على المحافظة على تركة الأجداد لتبقى خالدة، فالفن الأصيل له لغة عالمية وهو يعكس حضارة الشعوب.