يبدو جليا أن بائعي العملات بقسنطينة أقوى بكثير من حملة محاصرة رجال الأمن لساحة البريد المركزي قلب المدينة ومدخل الرصيف أو ما يعرف ب"كازانوفا" والتي استغرقت حوالي ثلاثة أشهر كاملة في أطول عملية مراقبة لسوق العملات السوداء على مستوى عاصمة الشرق. الحملة التي قللت من حيز المناورة لدى البائعين لم تعط أكلها بالشكل المنتظر بالنشاط عادة من أسبوع وبشكل أوسع، حيث تعدى بيع وشراء العملات الفضائين المشهورين بقسنطينة السابق ذكرهما لتطال تجارة الأورو أبواب البنوك والمصارف العمومية على وجه الخصوص، كما هو الحال بالنسبة لبنك الفلاحة والتنمية الريفية المتواجد بحي زعبان بالقرب من فندق "سيرتا" الكبير والذي يشهد يوميا تواجدا مكثفا لشبان يحترفون بيع العملات أمام البنك، مسببين إزعاجا ملحوظا لسكان العمارة وتهديدا لأصحاب الأورو من المتقاعدين على وجه الخصوص. وفي اتصال معها أفادت مديرة البنك بالنيابة أن المشكل فعلا موجود ولكن نشاط هؤلاء الشبان يحدث خارج فضاء البنك وبالتالي فالمسؤولية على عاتق الأجهزة الأمنية المختصة، موضحة أن أعوان البنك عادة ما يطلب منهم مرافقة كل الذين يسحبون الأموال الى خارج البنك ويمنعون أيا كان من الجلوس أو المتاجرة بمدخله. هذا وقد سجلنا ارتفاعا ملحوظا في سعر "الأورو" من خلال جولة قادتنا الى ساحة البريد المركزي والرصيف حيث يحول مبلغ 100 أورو ب11900دج ويتوقع تجاره بلوغه عتبة 12000دج مع قرب رمضان بسبب العمرة، إضافة الى استمرار خروج عدد معتبر من القسنطينيين صوب تونس على وجه الخصوص.