هذا وقد سجلنا صبيحة الخميس تواجدا كبيرا لرجال الشرطة وسط ساحة البريد المركزي التي بدت خالية وبعيدة عن حالة الغليان والفوضى التي صارت تطبعها منذ أشهر بعد أن أضحت تجارة الدوفيز التي كان يحترفها خلسة بعض الأشخاص يعدون على الأصابع مفتوحة أمام الجميع ببروز باعة يتجاوز عددهم عدد المارين بساحة البريد ولا يترددون حتى في الوقوف أمام مدخل أكبر وكالة للبنك الوطني الجزائري المتواجدة بالمكان ذاته لترصد واصطياد شيوخ أو عجائز يخرجون من البنك بغرض الاخذ والرد معهم بخصوص ما يحوزون عليه من أورو على وجه الخصوص في ممارسات غير قانونية تتم على المكشوف. وقد بدت ساحة البريد المركزي هادئة وجميلة في غياب تجار العملات الذين كانوا يملؤون الفضاء ضجيجا بصيحاتهم"ّدوفيز ..أورو " ومناقشاتهم البليدة التي لا تخلو في الغالب من كلام بذيء ناهيك عن المشاجرات والاعتداءات . وقد علمنا من مصادر أمنية أن هذه المداهمة جاءت بعد تسجيل تجاوزات خطيرة وللحد من اتساع رقعة الظاهرة التي تعتبر ممارسة غير شرعية يعاقب عليها القانون وأنها ستستمر كما أفادت مصادر متطابقة عن حجز مبالغ مالية بالعملة الصعبة بالمقابل أعتبر أحد تجار العملات أن ما سجل يوم الخميس أمرا عاديا ولا يخيفهم وأن الأمور ستعود الى نصابها بعد أيام قليلة . جدير بالذكر أن تجارة العملات التي صارت تستهوى الكثير ويحترفها أباطرة يمنحون مبالغ ضخمة لبعض الشبان البطالين مقابل الاستفادة من نسبة مئوية يتفق عليها تنتشر بقسنطينة في ساحة البريد المركزي ومدخل الرصيف أو ما يعرف بشارع "كازانوفا" بوسط المدينة ويعرف الاورو ارتفاعا يوميا منذ أسابيع هناك حيث يباع حاليا ال100 أورو ب 12 ألف دج .