إلا أن توارف الطاسيلي من البدو الرحل والرعاة بمناطق "إهرير واد جرات" و"طارات" وبالنظر إلى تطور حاجياتهم الاجتماعية، فإنهم يفضلون قضاء العطلة الصيفية التي تمتد على مدى ثلاثة أشهر مخلفين وراءهم ماشيتهم بأماكن سكناهم الأصلية، بالعديد من المواقع التي تكثر فيها الأشجار وواحات النخيل التي تتميز بالأجواء المناخية اللطيفة. ولا يختلف الأمر حسب ما ورد في وكالة الأنباء الجزائرية بالنسبة للتوارف القاطنين بالمناطق الحضرية الذين يفضلون من جهتهم قضاء عطلتهم الصيفية بالأماكن التي تتوفر على الأشجار الكثيفة بحثا عن الراحة ونسيم الصيف البارد بها، كما هو الحال بمناطق "تما جرت" و"أغاغي" و"أميهرو" و"تورست"، وهي أماكن التقاء العائلات الترفية، وغالبا ما لا يتم ذلك إلا بعد حصولهم على تزكية من شيوخ القبائل لتحديد وجهاتها لقضاء عطلها الصيفية حسب طلب كل عائلة أو قبيلة. وقد شهد المجتمع التارفي بمرور الوقت وفي عمومه عدة تطورات وتغيرات على نمط معيشته، مما انعكس ذلك بالإيجاب على جانب من حياتهم الاجتماعية ويتجلى ذلك خاصة في الفترة الصيفية، حيث أصبحت الكثير من العائلات الترفية تتوق إلى قضاء عطلتها الصيفية في مناطق قد تكون خارج مناطق إقامتهم، كما هو الشأن بالنسبة للشباب الصاعد والعائلات الميسورة التي نجد فيها من يفضل قضاء عطلته بولايات شمال الوطن وعلى شواطئ البحر وبعض المدن الساحلية الخلابة حسب الإمكانيات المادية لكل عائلة ووسائل النقل المتاحة في الوجهة التي يرغبون التوجه إليها، كما يشير الشيخ الحاج "إماغي الطالب" البالغ من العمر 76 سنة الذي ينحدر من قبيلة "إجراجريوان". ورغم شساعة المنطقة وتباعد المسافات بين مختلف المناطق السكنية المترامية عبر هضبة الطاسيلي وقساوة الطبيعة وحرارة شمس الصيف التي تمتد على طول تسعة أشهر كاملة، كل هذه العوامل الطبيعية الصعبة وغيرها لم تمنع سكان التوارف من اختيار أماكن قضاء عطلتهم الصيفية حسب خصوصية المناطق التي يفضلونها وما توفره من أجواء مناخية لطيفة، ولا يجدون ذلك إلا في الواحات الخضراء وحدائق النخيل التي تجاور الوديان. وتستقبل من جهتها قرية "تماجرت" الواقعة على مسافة 300 كلم شرق عاصمة الولاية إيليزي والتي تتميز بمناخها اللطيف حيث الغطاء النباتي الكثيف وواحات النخيل، أفواجا من البدو الرحل من مختلف المناطق المجاورة لها منها "أفني" و"أمهرو" و"آفرا" و"واد سامن" الذين يقضون بها أشهرا من فصل الحرارة، فضلا عن استقبالها أيضا الرعاة الذين يبحثون عن الكلأ لماشيتهم. وفي هذا الإطار يؤكد السيد "علواني حسين" أحد سكان منطقة "تماجرت" بأنه في كل سنة تستضيف هذه المنطقة الصحراوية الجميلة عائلات تارفية ممن لا تسمح لهم ظروفهم الاجتماعية بالتنقل إلى المدن الحضرية الداخلية أو الساحلية وهي بذلك تقضي قسطا من عطلتها الصيفية مع أبنائها في هذه الواحة الهادئة.