يعيش الاتحاد العام للعمال الجزائريين في المدة الأخيرة على وقع صراعات داخلية، فرغم انتخاب الأمانة الوطنية خلال أول دورة للجنة التنفيذية الوطنية، إلا أن سيدي السعيد لم يقم بعد بتقسيم الوظائف على الأمناء الوطنيين الذين لم يبق منهم سوى أربعة قياديين من تشكيلة الأمانة الوطنية السابقة. أقحم قياديون في الاتحاد العام الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والرئيس الحالي للحكومة، أحمد أويحيى، في الصراع الذي يدور حول تقسيم المهام على أعضاء الأمانة الوطنية بعد أن تم إقحامه في وقت سابق في دورة اللجنة التنفيذية الأولى التي انتهت بحدوث انشقاقات كبيرة وسط أعضاء اللجنة التنفيذية. وذكرت إطارات نقابية في الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن "العديد من الأعضاء القياديين في المركزية النقابية يتحدثون في كل مرة باسم الأمين العام للأرندي بكونه هو الذي تدخل من أجل أن يكونوا ضمن قيادة المركزية النقابية ويقومون بتطبيق تعليماته وأن سيدي السعيد يرضخ لجميع مطالبه". ويضيف هؤلاء النقابيون أن" مثل هذه التصرفات تسيء للمنظمة العمالية وأن سيدي السعيد لم يعد بإمكانه وضع حد لمثل هذه التجاوزات وأصبح يتابعها ويقف مكتوي اليدين أمامها، حتى أنه اضطر للتحالف مع أعدائه رغما عنه". ولم يقم سيدي السعيد لحد الآن بالكشف عن عملية تقسيم المهام على الأعضاء الجدد ال 12 للأمانة الوطنية وقد ينتظر نهاية الشهر للإعلان عنها. ويجري الحديث عن عرض سيدي السعيد منصب الأمين الوطني المكلف بالتنظيم على عبد القادر مالكي لحساسية هذا المنصب، إلا أن هذا القيادي رفض الإشراف على شؤون هذه المصلحة وهو يفضل منصبا آخر يقيه جميع المشاكل التي يعرفها قطاع التنظيم الذي يعد "عصب الحرب" ومن يستولي عليه فقد استولى على التنظيم مثلما فعل جنوحات خلال العهدة الأخيرة، حيث تمكن من جلب جميع الموالين له إلى المؤتمر. وتقول مصادر أخرى أن "جنوحات أسرّ إلى مقربيه أن عبد القادر مالكي يكون قد تخلى عن هذا المنصب لصالحه وبالتالي هناك احتمال كبير لعودته على رأس التنظيم في المركزية النقابية"، و هو ما لا يتمناه العديد من النقابيين لاسيما أولئك الذين كانوا يحتجون على جنوحات أمام المقر الولائي للعاصمة ومقر دار الشعب، حيث يكون قد توعدهم بالإقصاء من التنظيم في حالة عودته على رأس تلك المصلحة. وكانت الدورة الأولى للجنة التنفيذية الوطنية المنعقدة نهاية الشهر الفارط قد أسفرت عن سقوط خمسة أسماء من التشكيلة السابقة للأمانة، من بينهم علي مرابط وبوعلام بوزيدي، مقابل احتفاظ أربعة أعضاء بمناصبهم وهم عبد القادر مالكي، جنوحات صالح، بن موهوب الهاشمي وعجابي صالح. وتضم قائمة الأمناء الوطنيين الجدد للاتحاد وعددهم 12، كل من مالكي عبد القادر وصقر سليمان من الجنوب، جبار إبراهيم، مسوس عبد القادر وحاج مصطفى كممثلين عن ناحية الغرب، وكذا جنوحات صالح، تلي عاشور وقطيش أحمد من منطقة الوسط، وبن موهوب الهاشمي، عجابي صالح، حمارنية محمد الطيب ومعيزة حسين من ناحية الشرق.