ولم يعزف النشيد الوطني الجزائري في بكين مع أن العلم الوطني رفع مرتين إلا أننا كنا نتمناه أن يكون هو الأعلى مع النشيد الجزائري. برونزية صورية حداد وفضية عمار بن يخلف في الجيدو حفظتا ماء وجه المشاركة الجزائرية مع تسجيل خيبة أمل كبيرة في الملاكمة وألعاب القوى اللتين عولنا عليهما كثيرا في تشريف الألوان الوطنية. واعتبر العديد من الملاحظين المتابعين للألعاب الأولمبية أمس أن المشاركة العربية والجزائرية خاصة في أولمبياد بكين والتي انتهت أمس لم تكن في مستوى آمال وطموحات الشارع العربي والجزائري، وفقا لما أظهرته نتائج استطلاعات الرأي وآراء العديد من النقاد والخبراء الرياضيين الذين دعوا إلى تبني سياسة جديدة. وأرجعت الغالبية العظمى من الملاحظين الذين أجرت معهم قناة الجزيرة الرياضية استطلاعا للرأي حول المشاركة الجزايرة في الأولمبياد الفشل الجزائري في الألعاب الأولمبية المقامة في العاصمة الصينية بكين، إلى غياب التحضير الرياضي الجيد، إذ وجهت نسبة 78 منهم أصابع الاتهام إلى اللجنة الأولمبية الجزائرية التي لم تقم بعملها على أحسن حال ولم تسع الى ارتقاء المشاركة في "بكين 2008" إلى مستوى سابقتها "أثينا 2004". وانقسم بقية المصوتين في الاستطلاعات الى إلقاء اللوم على عدم نزاهة المنافسات المحلية، وبين متهم لكرة القدم بخطف الاهتمام الرياضي والتسبب في الفشل الذريع في بكين 2008. وبشكل عام وصف المشاركون في هذه الاستطلاعات نتائج البعثة الجزائرية في أولمبياد بكين بالمخيبة للآمال قياسا بما تحقق في أثينا 2004 وقالوا إن مسؤولية تحقيق ظهور أولمبي مشرف مسؤولية وطنية مشتركة، يجب أن تكون هما للجميع بدءا بالبيت ومرورا بالمدرسة وانتهاء بالحكومة. ودعوا إلى سرعة إطلاق مشروع البطل الأولمبي ليكون النواة في تجهيز لاعبي الألعاب الفردية والمواهب الواعدة بشكل علمي وفي معسكرات خارجية مكثفة. واعتبرت الصحيفة الصينية أن فكرة مشروع البطل الأولمبي هي فكرة رائدة وتتطلب وقفة جادة من الجميع، مسؤولين وإدارات رياضية وأندية واتحادات كون المشروع مضمون النجاح لو توافر له الاهتمام الكافي خلال السنوات القليلة القادمة. ونسبت إلى أحد صانعي ملاحم الجزائر الأولمبية السابقين قوله "نحن بحاجة ماسة إلى وقفة جادة لإعداد أبطال منذ الآن لدورة لندن الأولمبية 2012 وبألعاب من الممكن أن نحقق فيها وساما، وأن لا نحصل على بطاقات طائشة تعطى لرياضيين لا يستحقون تمثيلنا في الأولمبياد".