وسخر السفير الروسي لدى المجلس فيتالي تشوركين من تنديد عدد من زملائه باستعمال بلاده القوة في جورجيا، وذكًر بالتدخل الأمريكي في العراق وأفغانستان. وعن انتقاد القرار الروسي الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا رفض تشوركين هذه الانتقادات، وذكًر باعتراف الغربيين باستقلال إقليم كوسوفو الذي أعلن من طرف واحد في فيفري الماضي. وشن السفير الروسي هجوما جديدا على الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي وقراره التحرك عسكريا ضد الانفصاليين الأوسيتيين في السابع من أوت الحالي الأمر الذي أدى إلى التدخل الروسي. ورفض الغربيون هذه المقارنات ووصفها المندوب الأمريكي أليخاندرو وولف بأنها واهية، وقال إن الوقائع ثابتة وروسيا اجتاحت جورجيا وهي تحتلها وتستغل هذا الأمر لتفكيكها. وفي واشنطن رفضت وزارة الخارجية الأمريكية اتهامات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لواشنطن بالتحريض على اندلاع النزاع في جورجيا، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت وود "أن هذه الأنواع من الاتهامات دون أساس، وسخيفة بكل وضوح"، مضيفا أن روسيا تقوم بدور ناجح في عزل نفسها. وكان بوتين قد قال في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأمريكية أن القتال تسبب فيه سياسيون أمريكيون في محاولة للتأثير على نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال بوتين "المشكلة ليست أن الإدارة الأمريكية لم تمنع القيادة الجورجية من القيام بذلك العمل الإجرامي فقط، فالجانب الأمريكي قام أيضا وبشكل فعال بتسليح وتدريب الجيش الجورجي". وأضاف أن الأمريكيين أصدروا أوامر على الأرض أثناء النزاع المسلح بين القوات الروسية والجورجية. من جهته تساءل رئيس هيئة الأركان في الجيش الأمريكي الأدميرال مايكل مولن عن نوايا روسيا المقبلة بعد ما سماه "اجتياحها" لجورجيا، وقال "إن الكثيرين بيننا قلقون لمعرفة ماذا يعني هذا الآن وبعد سنة، وما يعني على المدى الطويل بالنسبة إلى تعاوننا العسكري والعلاقات بين بلدينا". وردا على سؤال عما إذا كانت الولاياتالمتحدة فكرت في القيام بعمل عسكري لدى حصول التدخل الروسي في جورجيا، قال المسؤول الأمريكي إن ذلك لم يطرح بتاتا. من جهة أخرى أعلن البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تفكر في إلغاء اتفاقية بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول التعاون النووي في المجال المدني ردا على الأعمال العسكرية الروسية في جورجيا. أما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر فقال أن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات على روسيا خلال القمة التي تعقد الاثنين المقبل، كما جدد رفض الاتحاد الاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا، رغم ذلك ذكرت المفوضية الأوروبية أن الجولة التالية من المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشأن اتفاق الشراكة الإستراتيجية الجديد ستجري في موعدها المقرر في منتصف سبتمبر المقبل رغم التوترات الحالية. من جهة أخرى أعربت قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي اختتمت أعمالها في العاصمة الطاجيكية دوشنبه عن قلقها إزاء تطورات الوضع في منطقة القوقاز، ودعا البيان الختامي للقمة إلى احترام مبدأ وحدة أراضي الدول، وتبني حلول سلمية لأزمة القوقاز.