أثار إقدام مجموعة من أبناء الجالية اليهودية بمصر على إنشاء ما أطلقوا عليه "متحف خاص للوثائق اليهودية"، بوادر موجة من الجدل بين علماء الآثار المصريين. وانتقد أثريون قيام بعض أفراد الجالية اليهودية في القاهرة بإنشاء أول متحف خاص بوثائق اليهود الذين سبق لهم الإقامة في القاهرة، وذلك على الرغم من رفض المجلس الأعلى المصري للآثار الطلب الذي سبق للجالية تقديمه لنفس الغرض. وكشف سعد الله عن قيام المعرض "المزعوم" بإعداد موقع إلكتروني له يضم الوثائق والمخطوطات الموجودة بالمتحف إضافة إلى الدراسات التي أجريت عليها ومنها كتاب "أرشيف الصهاينة في القاهرة القديمة" للباحث ستيفن رائيف الذي يمتلئ بالادعاءات الزائفة حسب قوله التي تنسب لليهود الذين سبق لهم العيش في مصر كل الإنجازات الثقافية والاقتصادية التي حدثت منذ العصر الفاطمي وحتى الآن. وسيطلق على الموقع اسم "موصيري" تكريما لعائلة موصيري التي تعد أغنى العائلات الصهيونية التي عاشت في مصر، في الوقت الذي تضم فيه الوثائق المحفوظة بالمتحف، وثائق خاصة بالتاريخ المصري بسبب أهميتها لمؤرخي العصر الفاطمي لاحتوائها على معلومات تتعلق بالبيع والشراء والتجارة والحياة الاجتماعية لعامة الشعب المصري بعيدا عن التأريخ لحياة السلاطين والولاة. ساهم في تمويل إنشاء المتحف مركز دراسات الجنيزة بجامعة كامبريدج البريطانية الذي تأسس عام 1897، ويضم 14 ألف وثيقة مزعومة، كما ساهم في التمويل الكونغرس الصهيوني العالمي والذي يتخذ من كندا مقرا له، واللجنة الصهيونية الأمريكية، وجمعية النبي دانيال التي تأسست عام 2003 على يد عدد من اليهود الذين سبق لهم الإقامة في الإسكندرية. و ترجع بداية المطالب بإنشاء هذا المتحف لثمان سنوات حين سعى اللوبي الصهيوني في أمريكا لإقناع عدد من نواب الكونغرس لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على مصر لإقامة متحف يهودي على أرضها، ولكن الدبلوماسية المصرية نجحت في إغلاق الملف كاملاً. بعدها تجددت القضية قبل عامين إبان تجديد وتحديث مدينة الفسطاط بحي مصر القديمة تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة، وقتها اقترح رجل أعمال يهودي مقيم بنيويورك تحمل تكاليف عملية ترميم الآثار اليهودية المزعومة الموجودة بتلك المنطقة والبالغة 50 مليون دولار ، وذلك استناداً إلي دراسة أصدرها فريق علمي بإحدي جامعات إسرائيل زعمت وجود قائمة طويلة من الآثار اليهودية بمصر. والطريف أن القائمة ضمت معظم بنايات القاهرةالإسكندرية التي يزيد عمرها عن مائة عام.