و يضم هذا الحي الذي يتكون من طوابق عليا و أنفاق أرضية مئات العائلات و آلاف السكان و بجميع الفئات تحاصرهم الأوساخ من كل جهة أما مياه الصرف فحدث عنها و لا حرج مع العلم أن هذا المجمع السكاني كان عبارة عن سجن شيد من قبل الاستعمار الفرنسي بغرض التعذيب إلا أن المضحك هو أن السلطات الجزائرية عقب الثورة حولته إلى سكنات اجتماعية أمام الهجرة الريفية التي عرفت أعدادا هائلة آنذاك ، هذا و قد استهلنا جولتنا بالطوابق العليا و التي هي عبارة عن أروقة طويلة بها عدة مساكن المسكن الواحدة يضم غرفة واحدة صغيرة و مساحة أخرى ضيقة حولتها ربات البيوت إلى مطبخ كما نجد أمامه المرحاض و الذي يتنافى مع حياة الإنسان الكريمة ، هذا و تضم كل عائلة ما يزيد عن 6 أفراد مع مستوى معيشي متدهور لدى أغلبيتهم ، و ما زاد الطينة بلة خلال الآونة الأخيرة هو تسرب المياه القذرة و التي تأتي من القنوات الخاصة بالصرف و من المراحيض تتسرب داخل الغرف كما أصبحت تهدد حياتهم في أي لحظة بسبب تشقق الأسقف و التي يمكنها أن تنهار كما أخرتنا البعض من النسوة أنهن عادة ما يتفاجأن بسقوط بعض الأحجار عليهم هذا و قد لجأ السكان إلى عملية الترميم على حساب أموالهم الخاصة باشتراك الجميع بعد أن رفضت البلدية الحضور رغم إرساليات و شكاوي عديدة قدمت من قبلهم كما أكدوا أن السلطات وعدتهم بعملية الترحيل و قد عرفت المنطقة ترحيل أربع دفعات سابقا إلا أن دفعتهم على حد قولهم تعرضت لتلاعبات من طرف سكان غير شرعيين الشيء الذي حال دون ذلك فيما طالب البعض الآخر بتوسيع سكناتهم على غرار الشق الأيسر من هذه السكنات أين تم تخيير السكان بين الرحيل إلى سكنات جديدة أو المكوث بهذه السكنات التي خضعت لعملية التوسيع و هو الخيار الذي طالب به البعض لقرب المنطقة من وسط المدينة و عند الانتهاء من الطوابق العليا توجهنا إلى الأنفاق الأرضية المتواجدة أسفل العمارات " سو صول " و كدنا أن نسقط لأنه و بكل بساطة وجدنا السلالم عبارة عن خشب و أخرى عن اسمنت و بين كل واحدة هوة جد هائلة يمكنها أن تسبب عاهة لأي أحد خاصة الأطفال ، وعند وصولنا لاحظنا كل مصابيح المنازل مشتعلة بسبب الظلمة الحالكة إضافة إلى لجوء بعض السكان إلى سد المنافذ لأن هذه الأخيرة و عند هطول الأمطار تصبح عبارة عن سكنات تحت الأنقاذ بسبب ارتفاع منسوب المياه والتي تصل إلى غاية إغراق رواق المنازل و الأبواب هذا الشيء الذي دفع بالمواطنين إلى خلق حفر أمام المنازل يمكنها احتواء المياه و بناء حواجز من الطوب امام أبواب الشقق لمنع دخول المطر إلا أن هذه الحفر خلفت رائحة جد كريهة لمياه الصرف و الفئران التي تصول و تجول دون أدنى خوف ، أما حالة الأطفال فإنها جد مأساوية حيث أن الرطوبة العالية و غياب الشمس جعلتهم عرضة للإصابة بالأمراض الصدرية و التنفسية على غرار الربو و الحساسية و لا نستثن الكبار منهم وفي الأخير ناشد المواطنون والي ولاية قسنطينة لإنقاذهم مع العلم أنه سبق و أن زارهم و وعدهم برفع الغبن عنهم .