تعرف ولاية عنابة عجزا كبيرا في الهياكل الصحية التي باتت لا تحقق مكاسب تنموية بفعل الضغط الكبير حيث تحولت المراكز الصحية الجوارية إلى عيادات متعددة الخدمات و هذا لتلبية حاجيات المواطن خاصة منهم فئة المزمنين الذين ملوا من التنقل إلى عاصمة الولاية للاستفادة من مجانية العلاج. و يعود سبب تعثر قطاع الصحة بعنابة إلى تماطل مكاتب الدراسات المكلفة بالمشاريع الصحية التي لم ترق إلى المستوى المطلوب وفق المقاييس المعمارية و الجمالية التي تعكس الأوضاع المزرية رغم تبديد أموال الدولة في تعزيز هذه المنشآت إلا أن المقاولات انتهجت في أغلبها سياسة التلاعب و التحايل و هو الأمر الذي أثار استياء وزير الصحة السيد سعيد بركات خلال زيارته إلى عنابة ، و قد تفاجأ هذا الأخير أمام التدهور الفضيع في اغلب المستشفيات منها المستشفى الجامعي ابن رشد و قد عكست مشاهد الاكتظاظ و النفايات المتراكمة بهذا المستشفى حقيقة معاناة المرضى الذين عبروا عن امتعاضهم الشديد إزاء الحقرة و بيروقراطية الإدارة بالإضافة إلى تسجيل وفيات في صفوف النساء الحوامل و حتى الرضع و تتزايد المأساة مع انعدام التجهيزات الطبية الضرورية و قد شدد وزير الصحة خلال زيارته الاخيرة لعنابة على ضرورة استبدال أجهزة كشف الأشعة بالمستشفيات منها مستشفى الرازي للأمراض العقلية لأن هذه التجهيزات أصبحت غير صالحة للاستعمال. و في ذات السياق تعرف المصحات الاستشفائية عجزا في التأطير الطبي المتخصص الذي لازال يطبع القطاعات الصحية في أغلب البلديات و عليه يبقى قطاع الصحة بعنابة بحاجة الى مخطط تنموي جديد لإعادة بناء هياكل صحية تقدم خدمات ذات مستوى عال مع إعداد برامج نشاطات لترقية ظروف إقامة المرضى و استشفائهم و الجدير بالذكر أن ولاية عنابة تعززت بمستشفى متعدد الخدمات طاقة استيعابه تقدر ب 120 سريرا بالحجار إلى جانب إنجاز مصحة متعددة الخدمات بحجر الديس ببلدية سيدي عمار في انتظار استلام قاعات علاج أخرى بالمناطق النائية