أبدى الكثير من فلاحي ولاية الطارف امتعاضهم مع حلول فصل الشتاء وبداية تساقط الأمطار، وذلك بسبب الوضع المزري الذي آلت إليه أغلب الأراضي الفلاحية التي تحولت إلى برك مائية ومستنقعات للمياه القذرة الناجمة عن مخلفات السكان المحاذين لهذه الأراضي رغم وجود قنوات الصرف الصحي بأحياء بلديات الولاية. لكن انعدام مجاري صرف المياه القذرة وانجاز شبكات الصرف دون احترام المقاييس القانونية المتعلقة بحجم القنوات والمواد المصنوعة بها إلى جانب طريقة إنجازها، كلها عوامل جعلت الانفجارات دائمة لأن عملية الربط تتم بطرق بدائية وغير مدروسة. و هو الأمر الذي يسهل تلفها، هذا دون الحديث عن حجمها الصغير الذي لا يستوعب الضغط عليها وارتفاع منسوب المياه الصحية المتدفقة و الذي تنتج عنه هذه المستنقعات. هذه الأخيرة التي تتخذ مجاري لها الى الأراضي الفلاحية الخصبة كما هو الحال في بلدية بوحجار، زريزر، البسباس... هذا و أن انتشار الأحياء القصديرية على أبواب الكثير من المناطق لاسيما سيدي قاسي ببن مهيدي و سيدي مبارك بالشط، ساهم كثيرا في تدني المنتوج وتلف المحاصيل، وهو ما حصل على سبيل المثال لمستثمرة فلاحية مساحتها 10 هكتارات من الزيتون والكروم والبرتقال ببلدية شيحاني أين لحقها التلف التام رغم إعادة استصلاحها بعد الحصول علي تعويضات مالية كبيرة، إلا أن المشكل بقي على حاله مادامت المشاكل المتسببة في هذه الكارثة الفلاحية والبيئية قائمة.. علما أن الجهات المعنية على علم و دراية بهذا الوضع.الفلاحون المعنيون بهذه الوضعية تقدموا بشكاوى كثيرة إلى مصالح الفلاحة والتعمير والبلديات التي ينتمون إليها، لكن المشكل بقي يراوح مكانه ولم يعالج إلا في اجتماعات مغلقة، ونتيجتها أن شكاوى الفلاحين ما تزال قائمة ولكن بشكل أكثر حدة وجدية7