وعادة ما يحظى طلبة الزاوية المقرئين برضا وقبول المؤمنين الذين يقبلون على صلوات التراويح بكثرة كما يغدقون الثناء على الأصوات و القراءات الشجية لهؤلاء الطلبة الوافدين على الزاوية من شتى أنحاء الوطن. و يعرف عن الزاوية التي يعود تأسيسها إلى القرن 19 ( الخامس عشر الميلادي ) باعها الطويل في مجال تعليم وتحفيظ القرآن الكريم والحديث وتدريس أصول الدين والفقه الإسلامي على منهج الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه. و تصدر الزاوية، التي تدرس بها سنويا أعدادا هامة من الطلبة المسجلين ضمن النظام الداخلي ومنهم طلبة وافدون من دول إفريقية مثل "بوركينافاسو"، مجلة دورية بعنوان "منبر الإمام مالك" يساهم في تحريرها أساتذة مختصون وطلبة متفوقون يتناولون شتى جوانب الشريعة والفقه الإسلامي من منطلق تشجيع تبادل المعرفة والعلوم. و يشهد للزاوية بنشاطها الكبير في عهد شيخها المجدد"علي بن الحملاوي" إبان مرحلة المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي، وقد عرفت إشعاعا كبيرا وتوسعا تنظيميا مكن من استمالة أتباع لها في كل من طرابلس، القاهرة، ووجدة بالمغرب، حسب بعض الكتابات التي تناولت الزاوية التي قيل أن عدد فروعها بلغ 44 فرعا وزاوية ملحقة بها. وقد روي الكثير عن مشاركة الزاوية وشيخها في مقاومة الشيخ الحداد سنة 1871 وكذا باعها في علوم وتعليم القرآن إلى درجة أن الشيخ أمزيان بن علي الحداد قد أكد في وصيته قبيل وفاته بأن خليفته هو الحاج علي بن الحملاوي بن خليفة لأن تعليم القرآن الكريم كما قال الحداد "هو الكفيل بإحياء الجهاد ضد المستعمر". ومن أبرز الشيوخ الذين توالوا على الزاوية الحملاوية الشيخ "الحفناوي بن علي" وأخويه "أحمد وعبد الرحمان بن علي" وكذا الشيخ "عمر بن عبد الرحمان" إلى شيخ الزاوية الحالي "عبد المجيد بن عبد الرحمان". وشهدت الزاوية - التي عرف لها قيامها بدور هام في تكوين الكثير من الإطارات الثورية ورجال العلم والثقافة بالجزائر ما عرضها لمضايقات المستعمر- انتعاشة في مرحلة ما بعد الاستقلال بفضل تجديد المناهج واستقدام أساتذة ذوي مؤهلات عالية. وتحتفظ الزاوية الحملاوية لحد الآن بتراث مكتبة ثرية قوامها العديد من المؤلفات و المخطوطات التي تبذل جهودا من أجل صيانتها وتجديدها بما يمكّن من استمرار فائدتها الثقافية والدينية.