علمت "الفجر" من مصادر موثوقة، أن المصالح الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب بولاية بومرداس، تمكنت من توقيف أحد الأشخاص من جنسية ليبية كان متوجها إلى معاقل ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأشارت مصادرنا إلى أن عملية التوقيف جاءت بناء على معلومات استخباراتية تفيد بتردد أحد الأجانب على منطقة سي مصطفى، التابعة إداريا لولاية بومرداس والتي تعتبر معقل المنطقة الثانية في التنظيم الإرهابي. وأضاف نفس المصدر أنه تم نصب حواجز ونقاط تفتيش على كل مداخل مدينة سي مصطفى، حيث تمت مراقبة أوراق هوية المئات من الأشخاص وكذا الأمتعة التي تحملها السيارات والحافلات، وأثمرت هذه العملية توقيف الرعية الأجنبية بعد إنزاله من حافلة نقل جماعية وبعد التأكد من هويته تم اقتياده إلى مقر مكافحة الإرهاب، حيث تبين أن هذا الأخير شخص ذو جنسية ليبية ينحدر من مدينة بنغازي وقد جاوزت سنه على ال 40، دخل الجزائر عبر الحدود البرية بصفة قانونية وهو يعمل في المجال الطبي، وكان مسؤولا على تموين العناصر الإرهابية بالأدوية والمعدات الطبية التي توجه عادة إلى المغارات التي كان يستغلها المجاهدون أثناء ثورة التحرير، حيث حولتها الجماعات الإرهابية إلى ما يشبه المستشفيات السرية التي يلجأ إليها الإرهابيون عند اشتداد عمليات القصف وكذا الإصابات البليغة التي يتعرض لها هؤلاء أثناء الاشتباك مع مصالح الأمن المشتركة. وقد عثرت مصالح الأمن بحوزة هذا الليبي على حقيبة بها مجموعة مختلفة من الأدوية. وأشارت مصادرنا إلى أن بين الأدوية تلك المصنفة بالممنوعة التداول والتي تستعمل في تخفيف الآلام الفظيعة جراء الإصابات البليغة وكذا حتى بعض الأدوية التي لا تسلم إلا برخص طبية من أخصائيي الأمراض العقلية، وهو ما يعزز فرضية وجود مختلين عقليين في صفوف هؤلاء الذين يستغلونهم في العمليات الانتحارية، وهم تحت تأثير أدوية كالتي تعرف ب "الريفوتريل" و"الديازي" و"لاروش" ما يسلب عنهم إمكانية التفكير والتراجع عن تنفيذ العمليات. موازاة مع ذلك، أوقفت مصالح الدرك الوطني في آخر أيام رمضان شخصين كانا من بين المسؤولين على تمويل الجماعات الإرهابية بمنطقة بومرداس وتيزي وزو ب" تي أن تي" ومختلف المواد المتفجرة من صواعق وقنابل وذخيرة حربية. وكشفت مصادر ل "الفجر" أن عمليات التحقيق مع هذين الموقوفين أكدت تواجد شبكة خطيرة تعمل بين الحدود الغربية وبالضبط من مدينة أخضر المغاربية ومراكز تواجد الإرهابيين في المناطق المحاذية للجزائر العاصمة كولاية بومرداس وتيزي وزو، التي تعتبر من أكثر المناطق تسجيلا لنشاط الإرهابيين. هذا، وقد أشارت أنباء عن اعتقال مغاربة بكل من ولايتي غليزان والبليدة كانوا ينوون الالتحاق بالجماعات الإرهابية في الجزائر. وكانت مصالح الدرك الوطني قد شنت عمليات مداهمة واسعة لبعض المنازل للاشتباه في تورطها بكونها الواسطة بين جماعات تهريب الأسلحة بالحدود المغربية وعناصر جماعات دعم الإرهابيين بالأسلحة والذخيرة. وأشارت مصادرنا إلى أن عمليات بحث وتفتيش دقيقة تمت على مستوى هذه المناطق وبصورة أخص منطقة "بوكانون" الحدودية التي تعتبر المعبر الرئيسي. وبخصوص تصاعد وتيرة الأعمال الإرهابية في الآونة الأخيرة، أكد لنا مصدر أمني أن الجماعات الإرهابية تسعى لتحقيق صدى إعلامي أكثر منه على أرض الواقع عن طريق عمليات الغدر التي استهدفت عددا من المصلين والمدنيين في ولاية بومرداس وكذا العمليات الانتحارية في شهر رمضان الكريم، غير أن العمليات الإستخباراتية التي أصبحت مصالح الأمن تنتهجها، مكنت من القضاء على العديد من الإرهابيين وتوقيف الكثير من شبكات الدعم وكذا إحباط عمليات إرهابية كثيرة. أما عن طريقة تهريب الأسلحة والمتفجرات التي اعتمدتها جماعات الدعم والإسناد الإرهابية على الطرق البرية في عربات النقل الجماعي وكذا الحافلات التي تربط الخطوط البعيدة مثل تلمسانوالجزائر، أكد المصدر ذاته أنها أصبحت هي الطريقة المفضلة للإرهابيين من أجل إبعاد الشبهات وكذا عمليات المطاردة عند الاختلاط مع المواطنين. وأشار إلى أن الأبحاث جارية من أجل الإيقاع بعدد من هذه الشبكات التي لجأت إلى وسائل النقل الجماعية والطرق البرية لنقل المتفجرات إلى الإرهابيين في مناطق الوسط.