تناشد الطفلة " ندى . ب" ذات الثماني سنوات أصحاب القلوب الرحيمة والسلطات العمومية مساعدتها لمواصلة دراستها و تأمين الاستقرار النفسي والمادي لها، و هذا بتوفير مأوى ثابت لها و لشقيقها الأصغر و عملا لوالدتها لتأمين القوت اليومي لهما. و حسب السيدة" ت. س" والدة الفتاة فإن معاناتها وطفليها بدأت بطلاقها من زوجها منذ قرابة الثلاث سنوات بسبب خلافات عائلية، غادرت إثره بيت الزوجية بولاية الوادي حيث كان يعمل زوجها السابق، و منذ ذلك الحين احتضنها الشارع مع طفليها خاصة بعد رفض طليقها توفير المأوى ودفع النفقة التي قضت المحكمة بدفعها لعائلته شهريا. وتضيف المتحدثة أن ظروفها الصعبة أرغمت ابنتها على بدء مشوارها الدراسي في الشارع بولاية الوادي، و بعد حصولها على حق الحضانة في سبتمبر 2006 انتقلت إلى الجزائر العاصمة وبقيت في مركز للإيواء بالمحمدية حيث واصلت " ندى" دراستها في الثانية ابتدائي بمدرسة "زينب أم المساكين" مدة سنة لتغادره بحثا عن الاستقرار النفسي و المعنوي لها و لطفليها، لتبدأ رحلة معاناة من نوع آخر"بعد رفض وزارة التضامن والأسرة و الجالية الجزائرية بالخارج تقديم يد العون لي، بعد أن راسلتهم و "كلي أمل في أني سأجد من ينجدني على مستواها باعتبارها وزارة للتضامن و الأسرة، لكنني تفاجأت في ردهم بأنهم يدعونني إلى التوجه إلى أحد مراكز الإيواء أو التوجه إلى وزارة السكن لحل مشكلة السكن"، و تضيف الوالدة بأنها توجهت إلى وزارة السكن والعمران حيث أكدوا لها أنهم لا يستطيعون مساعدتها لأن الوزارة المخولة بذلك هي وزارة التضامن. و تقول السيدة "ت. س" أنها اضطرت إلى توقيف ابنتها عن الدراسة رغم أن مديرة ابتدائية " زينت أم المساكين" قدمت لها تسهيلات كبيرة بما فيها إمكانية حضور الدروس مرة في الأسبوع " لكن انعدام الإمكانيات والتغيير المستمر لمكان مبيتنا جعلني أتخذ هذا القرار". و تشير الوالدة إلى أنها في كثير من الأحيان تستقل مع طفليها القطارات المتجهة إلى الولايات الداخلية ذهابا وإيابا لتفادي المبيت في الشارع خاصة في ليالي الشتاء الباردة، وحاليا تقوم بالمبيت في ركن من أركان أحد مستشفيات العاصمة وفي بعض الأحيان تسمح لها إحدى الطبيبات بالمبيت في إحدى مصلحات المستشفى، إضافة إلى هذا يشكو ابنها الصغير من مرض " السيلياك" و هو مرض يصيب الجهاز الهضمي والأمعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف شعيرات الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي ضعف أو توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الإنسان، وذلك بسبب الحساسية ضد مادة "الغلوتين" التي تحتويها بعض المواد الغذائية وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير، و يتطلب علاجه إتباع حمية مكلفة جدا لم تتمكن السيدة "ت. س" من تأمينها خاصة و أنها تتعدى 10 آلاف دج في الشهر. و على هذا الأساس تناشد الوالدة ذوي القلوب الرحيمة والسلطات العمومية مساعدتها على توفير مأوى ثابت لها و لطفليها وعمل ثابت لتمكين ابنتها من مواصلة دراستها و معالجة ابنها.