وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى أوضحت لسوريا أن أي تدخل من جانب دمشق في لبنان غير مقبول، وأضاف في حديثه للصحفيين "أن الهجمات الإرهابية التي وقعت مؤخرا في طرابلس بشمال لبنان ودمشق لا ينبغي أن تكون ذريعة كما تعلمون لمزيد من التدخل العسكري السوري، ولا يمكن استغلالها للتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية". وقال وود: "طبعا نحن قلقون من هذا النوع من الأنشطة بطول الحدود، والتي يمكن أن تقود إلى مزيد من التدخل من جانب سوريا في الشؤون الداخلية للبنان"، وتابع: "الحكومة السورية تدرك جيدا وجهة نظرنا فيما يتعلق بأي نوع من النشاط العسكري في منطقة الحدود". وسيطرت سوريا بشدة على الشؤون السياسية والأمنية في لبنان حتى عام 2005 حين اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وأثار ذلك الاغتيال ضغوطا دولية أدت في النهاية لإجبار سوريا على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان وسحب قواتها. وحذرت دمشق من تصاعد التشدد الإسلامي في شمال لبنان، وقالت السلطات السورية أن السيارة المستخدمة في التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق الشهر الماضي وأسفر عن مصرع 17 شخصا، عبرت الحدود من دولة عربية مجاورة، ولسوريا حدودٌ مشتركة مع كلٍّ من لبنان والأردن والعراق. وفي نهاية الشهر الماضي أرسلت سوريا المئات من أفراد قواتها إلى حدودها الشمالية مع لبنان في خطوة قالت السلطات أن هدفها منع التهريب، وتكهن خصوم سوريا في لبنان أن دمشق ستستغل حالة الانفلات الأمني في الشمال حجة للتدخل. والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بنظيرها السوري وليد المعلم في أواخر الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقشت معه موضوع الحشد العسكري على الحدود وقضايا أخرى، وبعدها بيومين التقى المسؤول الأمريكي الأكبر في الخارجية الأمريكية لشؤون السياسة في الشرق الأوسط، وزير الخارجية السوري مجددا لبحث قضية الحشود العسكرية. وفيما توجه الولاياتالمتحدة انتقادات لسوريا بسبب ما تراه تدخلا من جانبها في لبنان، قال مسؤول أمريكي رفيع الأسبوع الماضي أن واشنطن تعمل على إعادة تقييم إستراتيجية العزلة التي تفرضها على دمشق، وأفضل السبل لحث سوريا على تغيير سياساتها، وتطبق الولاياتالمتحدة حتى الآن إستراتيجية لفرض عقوبات على سوريا المدرجة على قوائم الدول الراعية للإرهاب.