"احتفلت" الجزائر، أمس، بالذكرى الثامنة والعشرين لزلزال الأصنام سابقا والشلف حاليا .. الزلزال الذي خلف أزيد من 17 ألف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى والمشردين .. قلت احتفلت، لأننا أحيينا الكارثة بكارثة أخرى، بل بكوارث أخرى .. فمن غرداية، التي اجتاحتها فيضانات مدمرة عشية عيد الفطر، خلفت عشرات القتلى، الكارثة التي تقاسمتها مع جهات أخرى من البلاد قدمت هي الأخرى قربانها من الضحايا .. ها هي ولاية عين الدفلى تعيش هي الأخرى كارثة الفيضانات التي حولت نعمة المطر إلى نقمة، لتعرف هي الأخرى نصيبها من القتلى .. صرنا ننافس الهند وبنغلاديش في كوارث الفيضانات. أهالي ضحايا كارثة عين الدفلى قالوا إن الخطأ بشري، وحمّلوا هم أيضا السلطات مسؤولية الكارثة. لكن الأخطاء يتحملها الجميع، من مديريات التعمير عبر الولايات المنكوبة، إلى المواطنين الذين يبنون في مجرى الأنهار والأودية ولا يبالون بمخاطر البناء في هذه الأراضي، فجشع الناس وتهافتهم على أدنى شبر من الأرض للاستيلاء عليه وتشييد مبان لا تحترم المعايير العلمية هو السبب في كل مرة في حصيلة كوارث مرتفعة .. وقد كان هذا من بين أسباب كارثة باب الوادي، لكن لا أحد استخلص العبرة ومازال الناس يبنون في مصبات الأودية، مع أن المثل الشعبي المتداول يقول "يعيل يعيل الماء ويرجع إلى مجراه"، مثلما يقيمون الفيلات فوق أرضية هشة، ما يعني أن كارثة الأصنام وكارثة بومرداس ستتكرران حتما، مثلما ستتكرر كوارث أخرى لأننا لم نعد نعير أدنى اعتبارا لشيء في كل ما له صلة بحياة الناس وصحتهم، فالكل مستقيل أخلاقيا من مسؤوليته.. المهندس المعماري والمراقب العمراني وصاحب المشروع والأسرة... والتفكك بلغ حدا غيرمسبوق... كانت هذه الكلمة بمناسبة الاحتفال بمأساة الأصنام ... نعم فنحن نحتفل بالمصائب !...