تستمر الجهود لإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي بغرداية عبر تنسيق محكم بين مختلف المصالح والدوائر.وسمح هذا التنسيق الذي تتولاه هيئات الدولة من فرق الجيش الوطني الشعبي، والحماية المدنية، والهلال الأحمر، والكشافة الإسلامية، من إحداث التقدم الكبير معيدا البسمة إلى العائلات المتضررة التي لم تشهد أمطار طوفانية منذ نصف قرن من الزمن. وذكر احمد اويحيى رئيس الحكومة مطولا بهذه المسألة التي تعد أكثر من استعجالية واعدا باستئناف النشاط التدريجي بغرداية التي تحدت هول الكارثة بالتضامن. ولم تبق أسيرة الظرف الطارئ . وأعطى في الندوة الصحفية بعد اجتماع مجلس الحكومة صورة دقيقة عن الوضعية في غرداية المنكوبة التي تلملم جرحها بعد الفيضانات التي خلفت حتى الآن 34 ضحية و89 جريح ثلاث منهم فقط لازالوا بالمستشفيات للعلاج، وخسارة مادية تقارب 25 مليار دينار بعد إحصاء الأضرار الفلاحية والصناعية بصفة نهائية. ووضع بدءا من أمس خطا أخضر أمام المواطنين للاستخدام عند الحاجة والضرورة والاستفسار عن مجريات التكفل بالعائلات المنكوبة التي وعد أويحيى بإسكان الجميع قبل نهاية العام. وشدد على هذا الجانب حاسما كل تأويل وقراءة أخرى. وقال أن كل الإمكانيات سخرت من أجل التكفل على أحسن حال بالعائلات المتضررة من الفيضانات التي واجهت أمطارا في غاية الهول والقوة وصلت غزارتها إلى حد 900 متر مكعب في الثانية. وذكر رئيس الحكومة في رده حول إمكانية الوفاء بإسكان العائلات المنكوبة قبل نهاية العام، أن هذه المسألة محسومة مفصولة. وهو التزام وتعهد لايقبل الشك والمساس. وسبق أن تعهد به في زلزال ماي الأسود الذي هز بومرداس، وكان في الموعد. وتكشف عن هذه المسألة الجهود المبذولة في الميدان التي تعيد إلى الأذهان مشاهد التضامن والتجند التي الفت في مثل هذه الأحداث والمآسي ممثلة في زلزالي الشلف الأصنام سابقا، ومعسكر وبومرداس ، وفيضات باب الواد. فقد نجحت عمليات التجنيد من إعادة الكهرباء إلى 72 ألف مسكن بمختلف جهات غرداية الجريحة. وربطت أزيد من 23 ألف بيت بشبكة الغاز الطبيعي. وعاد الماء للحنفيات بصفة كلية، وكذلك الحال بالنسبة للهاتف الذي كسر حالة الحصار على منطقة واد ميزاب ومدد روابط الاتصال والتواصل مع جهات الوطن الأخرى. وتستأنف الدراسة في كل الأطوار التعليمية بداية من الأسبوع سامحة ل 12 ألف تلميذ بالتحصيل العلمي المعرفي في أجواء اعتيادية سهرت على تهيئتها مصالح التربية ومختصين في علم النفس، مساهمين في طمأنة التلاميذ وإخراجهم من الصدمة. لكن ما حدث في غرداية بالضبط وهل فوضى العمران والإهمال السبب الأكبر في الأضرار المضاعفة والضحايا ! وظل هذا السؤال مفتوحا فاسحا المجال للجدل والمناورة حسمه احمد اويحي بالتأكيد الصريح،أن فوضى العمران موجودة بكارثة غرداية لكن ليست وحدها، بل يضاف إليها حدة الأمطار الطوفانية التي تجعل الدول مهما كان حجمها وقوتها عاجزة أمامها. وأعطى أمثلة عن الولاياتالمتحدة القوة رقم واحد في العالم، التي تجد نفسها في حالة العجز الكلي لمواجهة إعصار من درجة خامسة. والصين العظيمة التي واجهت الزلزال الأخير الذي هز مقاطعة سيشوان وأبقاها مشلولة لأسابيع وشهور. ومع ذلك ترتفع الأصوات من قبل تجار الأزمة تهول وتصب الزيت على النار.وهي أصوات ألفها المواطنون في كل طارئ، روجت في بداية الجرح،إلى تجاوز عدد ضحايا الفيضانات أل 100 شخص وخسائر بالملايير.وسارت أكثر من جهة إلى تسريب معلومات دون التأكد من صحتها في مسعى تسود كل شيء دون عبء بالمشاعر والأحاسيس. ------------------------------------------------------------------------