يشتكي العديد من التلاميذ ببلدية آيت يحي بدائرة عين الحمام الواقعة على بعد 47 كلم عن مقر الولاية تيزي وزو من مشكل النقل المدرسي الذي زاد من متاعبهم اليومية رغم مرور شهر على الدخول المدرسي، إلا أن الوضع ما يزال على حاله، الأمر الذي دفع بهؤلاء المتمدرسين إلى قطع مسافات طويلة للالتحاق بمقاعد الدراسات لعين الحمام لأزيد من 3 كلم ماشين على الأقدام. و حسب ما صرح به ل "الفجر" العديد من هؤلاء المتضررين فإن مشكل اكتظاظ أماكن توقف الحافلات في الساعات الأولى من كل يوم يعد بالهاجس الكبير لديهم إلى درجة تخلف الكثير منهم عن مقاعد الدراسة بسبب التأخر، مهددين بالتوقف عن الدراسة في حال استمرار الحال على هذا المنوال، مؤكدين أن الأمر يستدعي التدخل العاجل للسلطات المحلية. وقد مس هذا المشكل بالدرجة الأولى تلاميذ الطور الثانوي الذين يتحتم عليهم التنقل إلى غاية مقر الدائرة لطلب العلم بإمكانيات محدودة وغياب وسائل النقل الجماعي، ما يدفعهم إلى الانتظار لأكثر من ساعتين من الزمن على قارعة الطريق، خاصة أن الناقلين معنيون فقط بعملية التغطية لما بين البلديات في ظل التدفق الكبير للمواطنين، ما دفع بعدد معتبر من هؤلاء التلاميذ إلى تبني سياسة جديدة تتمثل في العدو الريفي و الجري للالتحاق بمؤسساتهم التربوية. وأضافت مصادر محلية موثوقة أنه تم إشعار جمعية أولياء التلاميذ من طرف مسؤولي هذه المؤسسات للوقوف على حجم النقائص التي تلاحق أبناءهم التي لم يجد لها رغم ذلك أي مخرج بسبب النقص الفادح الذي تشهده بلدية آيت يحي في حافلات النقل المدرسي. كما أنه ما زاد من مخاوف هؤلاء التلاميذ هو التصريح الذي أدلى به والي الولاية مؤخرا على هامش تنصيبه لرؤواء الدوائر الجدد أن النقل المدرسي ليس إجباريا على البلديات إنما كان بمبادرة منها، ما يطرح حسب هؤلاء التلاميذ الكثير من التساؤلات عن مصير الحافلات التي قدمتها وزارة ولد عباس في وقت سابق، في الوقت الذي لم يظهر أي أثر على أخرى كان قد وعد بها الوزير سكان الولاية مؤخرا. و أمام هذا الوضع المسدود استوجب الاستنجاد بالخواص الذين أعلنوا هم أيضا مقاطعتهم لهذه الخدمات مع عدم رغبتهم في تجديد العقود لسبب عدم دفع مستحقات الكثير منهم للسنة المنصرمة من طرف المصالح الولائية المكلفة بعملية المعاهدات الممضاة بين الطرفين. وأمام هذا الموقف الصعب يبقى التلاميذ الفريسة السهلة بين أيدي المسؤولين و هم الذين بدل أن يفكروا في الدراسة ( التلاميذ) راحت مخيلاتهم إلى البحث عن كيفية أنجع للالتحاق بمقاعد الدراسة و بمساكنهم العائلاية خلال الفترات المسائية، خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، ناهيك عن اللأمن الذي تعيشه منطقة عين الحمام. و لا يطرح مشكل النقل بهذه البلدية الجبلية لوحدها بل حتى ببعض المناطق الداخلية كسوق الخميس بدائرة معاثقة التي تعرف نقصا مسجلا في النقل المدرسي و حتى الجامعي، كما اشتكى من جهتهم الموظفون من عدم توفر عربات النقل خلال الفترات الصباحية ما يشكل ازدحاما كبيرا في المحطات يحرم العديد منهم الالتحاق بمناصب عملهم في الساعات الأولى من كل يوم لا سيما بداية الأسبوع.