كشفت أمس الدكتورة فوضيل شريف، مسؤولة عن البرنامج الوطني للتغذية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن هذه الأخيرة تعكف على إجراء بحث حول أسباب تخلي الأمهات عن الرضاعة الطبيعية، وذلك بناء على نتائج دراسة أن نسبة الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن من الولادة الى ستة أشهر لا تتجاوز 6.9 بالمائة على المستوى الوطني. وأضافت الدكتورة فوضيل شريف خلال يوم تكويني نظمته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بدار الإمام بالمحمدية لفائدة الأئمة والمرشدين أن اللقاء التكويني يعد بمثابة يوم تحضيري لحملة تحسيسية تندرج في إطار إحياء الأسبوع الدولي للرضاعة الطبيعية الذي يتزامن مع الأسبوع الوطني لمبادرة المستشفيات أصدقاء الرضع من 05 إلى 12 نوفمبر 2008، وهو ما يدخل في إطار استراتيجية وزارة الصحة للتكوين الطبي وشبه الطبي، والتي ترمي الى توعية الأمهات وتعزيز جانب الإتصال من خلال فئة الأئمة والمرشدين باعتبارها قريبة من مختلف شرائح المجتمع، إذ يخول لها ذلك المساهمة في مهمة تشجيع العودة الى الرضاعة الطبيعية. واستطردت المتحدثة بالإشارة الى برنامج وزارة الصحة المتعلق بتدعيم وترقية الرضاعة الطبيعية التي تتوقف عليها صحة المجتمع، حيث يعتبر حليب الأم الغذاء الأساسي للطفل والذي من شأنه أن يجنب وفيات الأطفال أو إصابتهم بالأمراض، كما يؤدي الى تقلص رحم الأمهات عقب الولادة مما يجنبهن النزيف الدموي الذي يعد من أسباب وفاة الأمهات. واعتبر من جهته السيد يحيى دوري مدير فرعي للتوجيه الديني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف أن تنظيم يوم إعلامي حول الرضاعة الطبيعية مبادرة تسهم في تزويد المرشدات والأئمة بثقافة علمية وصحية سيعملون من خلالها على تكوين باقي الأئمة في مختلف ولايات الوطن للربط بين الجانب الشرعي والجانب الصحي. وفي مداخله للبروفيسور جميل لبان إطار بوزارة الصحة، أكد أن الاستثمار في الرضاعة الطبيعية استثمار في الصحة، حيث أن كل الدول تسعى حاليا للحفاظ على حياة شعوبها من خلال تشجيع الرضاعة الطبيعية للتقليل من نسبة وفيات الأطفال والأمهات، مشيرا في نفس السياق إلى نقص التوعية حول الرضاعة الطبيعية من طرف المجتمع المدني في الجزائر، على خلاف بعض الدول التي صارت تشهد تدخل شخصيات مرموقة للحد من ظاهرة وفيات الأمهات. ودعا أيضا الإمام عامر بوعمرة خلال اليوم التكويني الى العودة إلى الرضاعة الطبيعية التي أهملناها رغم أن الشرع أوصى بها منذ عدة قرون، موضحا أن العودة إليها يجب أن تكون من منطلق عقائدي وليس انطلاقا مما اكتشفه الغرب بخصوصها حاليا.