ما إن تلج العمارة أول ما يتراءى لك هو منظر الخرابة حيث تنتشر أكوام الطوب و السلالم المهترئة كما تزحف قناة المياه القذرة مع جدران العمارة المكونة من طابقين مشكلة ينبوعا قذرا يصل إلى آخر القبو ، أما السكنات فهي تتكون من غرفة أو غرفتين و تأوي الغرفة الواحدة أحيانا ستة أشخاص كما يأوي المنزل الواحد عائلتين و تتشارك جميعا في الجدران المتصدعة و الأسقف المتآكلة إلى حد تسرب المياه عبرها و كذا وصول الرطوبة إلى الأسلاك الكهربائية و العدادات مما نجم عنها حدوث شرارات كهربائية في أوقات عديدة . النوافذ من جهتها و الأبواب أصبحت غير صالحة للفتح و الغلق أمام الأرضية فبمجرد أن تطأها تشعر و كأنك تسير على الإسفنج من فرط هشاشتها إلى درجة أن البلاط أصبح سهل الاقتلاع باليد هذا رغم الترميمات التي قام بها السكان على نفقتهم الخاصة لكن بدون جدوى ، إذ اصبح هاجس التنقل داخل المنزل الواحد يراود السكان كل حين و ذلك من فرط انتشار الجدران التي أصبحت تقاسمهم بيوتهم مشكلة أخطرا وخيمة على صحتهم ناهيك عن تساقط الحجارة من أعلى العمارة إذ أنه في آخر يوم من شهر رمضان انهار أحد الجدران مخلفا ركاما هائلا من الحجارة الثقيلة التي لا تزال باقية إلى حد الآن هذا الحادث الذي كاد أن يودي بحياة السكان لولا أنه وقع في الصباح الباكر عندما كانوا مستيقظين باعتبار أن الركام سقط مباشرة في فناء العمارة الذي تأمه نسوة عادة أثناء النهار وللإشارة فإن هذه العمارة كانت قد صنفت من ضمن العمارات الغير قابلة للسكن عام 1972 و بأنها آيلة للانهيار عام 1995 كما تم تسجيل محاضر تؤكد على خطورتها من قبل مصالح الأمن و الحماية المدنية عام 2002 إلا انه رغم كل هذا فإن السكان لا يزالون يتقاسمون العيش داخل هذا الخراب منتظرين التفاتة من السلطات المعنية لإنهاء معاناتهم ..ويرى مسؤولو بلدية سكيكدة أن الحل الأنسب يكمن في هدم هذه العمارة وترحيل السكان الأصليين والحقيقيين الى سكنات جديدة