من الأمور التي أنعم علي بها الله، أنني كنت دائما وأنا ذاهب إلى العمل أسير في الإتجاه المعاكس للحكومة من حيث السير.. لكن في السنوات الأخيرة أصبت ببلية إلهية وهي السير في اتجاه الحكومة وأنا ذاهب إلى العمل .. وأسير في اتجاهها وأنا عائد إلى البيت، كما تعود الحكومة إلى إقامة الدولة في نادي الصنوبر ! وقد مكنتني هذه من معرفة سلوك الوزراء في السير في الطريق العام ! فقد حول الوزراء شريط المرور في الطريق السريع جنوب غرب العاصمة المخصص للطوارئ إلى شريط مخصص للحكومة .. وسيارات الحكومة ! بل وتم زرع أعداد هائلة من الجندرمة والشرطة لمنع المشتبهين بالحكومة في موضوع السير في الشريط المخصص للطوارئ ! ويقال: إن المدير العام للأمن الوطني قال: إن السيارات الرسمية هي فقط السيارات التي تسبق "ليموطار" ومعنى هذا الكلام أن سيارات المقيمين في إقامة الدولة في نادي الصنوبر (على فخامتها)، ليست سيارات رسمية يمكنها أن تسير في شريط الطوارئ ! ومع ذلك هي الآن تسير ! أكثر من هذا، فقد قيل أن سكان محمية الدولة في نادي الصنوبر قد تفتقت عبقريتهم على إجراء جديد يسمح لأبنائهم ونسائهم بالمرور في شريط الطوارئ بسياراتهم بفعل استصدار "بادج" من إدارة محمية نادي الصنوبر؟! ومعنى هذا الكلام أن شريط الطوارئ لم يعد كذلك، بل هو شريط أمني لسكان نادي الصنوبر، تماما مثلما هي سكنات إقامة الدولة؟! ولم يبق فقط سوى أن يعلن هؤلاء بأن طريق العاصمة - نادي الصنوبر هو طريق الدولة لا يجوز السير فيه لغير رجال الدولة ونسائهم وأبنائهم؟! المصيبة أن هذا "البادج" يمكن أن يباع هو الآخر لغير المقيمين في محمية نادي الصنوبر بما قدره مليون سنتيم تماما مثلما بيع "بادج" الدخول إلى شاطئ نادي الصنوبر بمليون سنتيم لغير المقيمين هناك؟! فقد عرض علي أحد الوسطاء شراء "بادج" للدخول إلى شاطئ الصنوبر ورفضت لأنني اعتبر الدخول إلى ذلك المكان معرة لا تقل معرة عمن يشاهد متلبسا في "فيلاج اللفت" أو "فيلاج" النيقرو .! لأن نادي الصنوبر أصبح فلاج اللفت السياسي؟! فأين هو الفرق بين مدير إقامة نادي الصنوبر اليوم وبورجو بالأمس؟! ومن المضحكات أيضا الدولة بقيت سنتين كاملتين وهي حائرة من أمر توزيع السكنات التي قدمت من طرف القطريين كهبة وشيدت بنوعية بالقرب من غابة بوشاوي وإقامة الدولة .. وجعلت رجال الدولة يفضلون الإستفادة منها وقد تأجل توزيع هذه السكنات إلى حين تغيير القانون بما يسمح بالإستفادة ! لكن المشكلة أيضا أن إقامة الدولة الجديدة التي شيدت بالقرب من الإقامة القديمة وهي عبارة عن فيلات راقية ستشهد هي أيضا أزمة في التوزيع وسيجلب توزيعها عداوات كبيرة لرئيس بوتفليقة إذا ما اسندت مهمة التوزيع هذه لرئاسة الجمهورية !