من الملفت للانتباه أول ما وطأت أقدامنا شوارع بلدية ديدوش هوذلك الكم الهائل من الشباب الذي تعج به مختلف شوارع وأزقة البلدية، فحيثما ترفع نظرك تلمح وجوها شابة سلبها البؤس والفراغ حيويتها وقوة وعزيمة الشباب لتأخذ الكراسي بالمقاهي وأرصفة الشوارع رصيدا لابأس به من وقت هذه الفئة الضائع سدا دون الاستفادة منه في عمل مفيد يرجع بالنفع على الذات وعلى الاقتصاد الوطني فمن خلال حديثنا مع عدد لا بأس به من مختلف الشرائح العمرية لهذه الفئة عبر جلهم عن استيائه وامتعاضه من هذه الوضعية التي باتت جد متأزمة حيث وصفوها بالموت البطيء بسبب ندرة فرص الشغل والتي تكاد تكون منعدمة، مما ولد حالة من الفراغ والملل مستسلمين لروتين الحياة اليومية على الرغم من أن بلدية ديدوش مراد تضم العديد من المصانع التي يفوق عددها ال 20 مصنعا ذات نشاط اقتصادي متنوع غير أنهم بمنأى عن الظفر بمنصب عمل يكفل ويضمن لهم العيش الكريم مما ولد في نفوسهم العديد منهم كما عبروا للفجر حالة من الغضب والاستياء إزاء احتضان هذه المصانع للشباب الوافدين من خارج البلدية ناهيك عن ذلك حالة التهميش التي يتلقاها هؤلاء الشباب من طرف السلطات المحلية إذ لا تأخذ بعين الاعتبار انشغالاتهم ومشاكلهم محاولة إيجاد حلول بديلة تكفل لهم توفير مختلف مناصب شغل جديدة، فقد صرح بعضهم أنهم قد أودعوا ملفات طلب شغل لدى البلدية منذ أكثر من 4 سنوات ومع ذلك لا تزال ملفاتهم بأدراج المسؤولين متجاهلين هذه الرغبة الملحة في ضرورة خلق آفاق جديدة للعمل كما عبر البعض منهم عن امتعاضه وسخطه متهمين السلطات المحلية باعتماد مقاييس غير موضوعية في توزيع فرص الشغل، مطالبين ذات الهيئة بضرورة التكفل بهم ومنحهم فرص لإثبات قدراتهم وذلك من خلال الاستفادة من محلات تجارية لاستغلالها جماعيا أودعمهم لدى أصحاب المصانع وعموما فإن حالة الفراغ التي يعيشها ما يفوق نسبة 28% من الشباب جعل منهم هدفا للشبهات ومحل ارتياب أعوان الأمن خاصة وأن البعض منهم كما صارحنا أحدهم انتهجوا استهلاك المخدرات والمشروبات الكحولية في ظل افتقار المراكز الثقافية المتوفرة للإمكانيات المادية والبشرية وندرة النشاطات الثقافية والرياضية التي تعد منعدمة. وكان رئيس البلدية قد حاول مرارا إيجاد صيغ لتوظيف أبناء البلدية بالمصانع المتواجدة بكثرة بالمنطقة الصناعية المتواجدة بالبلدية والتي تعتبر أنشط منطقة بعاصمة الشرق غير أن القليل فقط من المحظوظين من تحصل على منصب عمل على اعتبار أن أرباب العمل غالبا ما يوظفون عمالا وإطارات من خارج محيط البلدية .