علمت "الفجر " من مصادر موثوقة أن مصالح أمن جزائرية دخلت في تعاون مع العديد من الاستخبارات الأوروبية لأجل تعزيز التعاون الأمني والإستخباراتي فيما بينها، لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المسلحة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل الإفريقي، خاصة منها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والتعاون في كل ما يتصل بالنشاط المتطرف للمتعاطفين وكذا حتى عمليات التجنيد للعناصر الإرهابية التي تتم على شبكة الأنترنيت لإلحاقها بمعاقل التنظيم بالجزائر وفي المؤسسات العقابية والسجون. يأتي ذلك بناء على تقارير أكدت أن حالة الاحتكاك بين مسجوني القضايا الإرهابية يؤدي إلى تصلب الأفكار المتطرفة وحتى الإعداد المعنوي بالاتفاق المسبق على مواصلة الأعمال المسلحة بعد انتهاء فترة العقوبة داخل السجون، وكذا فيما يخص تزوير الوثائق التي تتركز أساسا في بطاقات الهوية وجوازات السفر لتمكين العناصر الإرهابية من التنقل بحرية بين البلدان، خاصة منها الأوربية. وأضاف نفس المصدر أن هذا التعاون أيضا يشمل البحث عن المتفجرات وطرق تسريبها إلى مناطق التوتر والأماكن التي يراد تنفيذ أعمال إرهابية بها. وذكرت المصادر ذاتها أن المصالح الأمنية في أمستردام قد رصدت اتصالات عبر الأنترنت لبعض أعضاء القاعدة في أوربا والمغرب الأقصى بنظرائهم في الجزائر. وفي نفس الصدد، أشار ضباط مخابرات أجنبية متعاونة مع الجزائر في تقاريرهم إلى تصاعد خطر القاعدة بشكل ملفت للانتباه في منطقة المغرب العربي والساحل الإفريقي. ويمتد هذا التعاون حتى إلى الجالية الإسلامية والجزائرية المقيمة في أوربا خاصة في النمسا، ألمانيا وإسبانيا، حيث تعمل جماعات الدعم والإسناد وحتى الخلايا النائمة لتنظيم القاعدة على استغلال ظروف الرعايا الجزائريين لتجنيدهم ثم إرسالهم إلى الجزائر وبؤر التوتر. وأشارت مصادرنا إلى أن اجتماعات أمنية بالغة السرية تم عقدها بين ضباط سامين جزائريين مختصين في مكافحة الإرهاب ونظرائهم في الدول الأوربية، خاصة منها الألمانية والهولندية، حيث تم طرح العديد من القضايا أهمها مطاردة العناصر الإرهابية في شمال إفريقيا والصحراء الكبرى. وتم تسجيل تعاون عسكري استخباراتي بين الجزائر وبعض الدول الأوربية والإفريقية كمالي والنيجر وفرنسا وألمانيا في تتبع تحركات الجماعات الإرهابية التي تنشط على محور الصحراء الكبرى خاصة خلال الشهرين الأخيرين بقيادة الإرهابي جوادي، المدعو يحي أبو عمار.