ذكرت مصادر أمنية في نواكشوط أن الاستخبارات الموريتانية أعلنت حالة طوارئ قصوى بعد ورود أنباء عن استعداد الجماعة السلفية للدعوة والقتال لتنفيذ عمليات إرهابية انتقامية فوق أراضيها، وكثفت من عمليات البحث عن 50 انتحاريا يعتقد تواجدهم فوق التراب الموريتاني، قدموا من معسكرات التدريب التابعة لتنظيم دروكدال، في مثلث الحدود بين موريتانيا والجزائر ومالي، وأن جميع الدول المعنية بتهديدات التنظيم الإرهابي انطلقت في تنفيذ بنود خطة العمل التي خلصت إليها مختلف الاجتماعات بين رؤساء أركان جيوش المنطقة بقيادة الجزائر، كان آخرها لقاء تمنراست• وقالت المصادر ذاتها إن مصالح الأمن الجزائرية أنذرت نظيرتها في نواكشوط بدخول الانتحاريين من المعابر الشرقية لموريتانيا بغرض تنفيذ عمليات إرهابية انتحارية تستهدف عدة مواقع ومباني• ويأتي هذا التحذير في إطار الاتفاقيات المبرمة بين دول المنطقة الخاصة بتبادل المعلومات لمواجهة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وآخرها اجتماع تمنراست الذي جمع رؤساء أركان جيوش كل من الجزائر، موريتانيا، النيجر، ومالي، لدراسة الأوضاع في منطقة دول الساحل وتدارس سبل محاربة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، عبر تبادل المعلومات وتنسيق العمل الميداني وتقديم الدعم للجيوش فيما بينها استعدادا لعملية عسكرية مشتركة بقيادة الجزائر، التي تحظى بالاحترام والتقدير والمعرفة في مثل هذه المسائل، بعد النجاح الكبير الذي حققته في الجزائر• ولم يخف المصدر الأمني الموريتاني، في تصريح صحفي بنواقشوط، مخاوف السلطات الموريتانية من تنفيذ عمليات إرهابية في شهر رمضان المبارك، من طرف المسلحين الذين يتواجدون فوق التراب الموريتاني، رغم أن المصالح الأمنية في المنطقة كثفت من عمليات المراقبة والتفتيش على المشتبه فيهم، وتحصين المواقع الرسمية والسفارات، من خلال نشر فرق متخصصة في مختلف الأماكن التي يرتقب أن يستهدفها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي• وذكرت مصادر إعلامية محلية أن المخطط الجديد الناتج عن الاجتماعات المتكررة بين جيوش دول المنطقة والمصالح الاستخباراتية التابعة لها، والتي قادتها الجزائر في عدة مناسبات، والهادف إلى تطهير الشريط الحدودي بين الجزائر، موريتانيا، مالي، والنيجر من العناصر الإرهابية لإمارة الصحراء بقيادة الإرهابي أبي زيد، التابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، يدعو موريتانيا والدول المعنية إلى تخصيص المزيد من الفرق العسكرية التي تساهم في تنفيذ بنوده، بعد أن أصبحت المنطقة رافدا لوجيستيا للتنظيم الإرهابي، خاصة مع وجود مراكز التدريب للعناصر الدموية، وأن موريتانيا، استجابة لما جاء في وثيقة التفاهم بين رؤساء جيوش المنطقة، ستعزز تعاونها ب4 آلاف دركي متخصص لضبط الأمن في الصحراء الموريتانية، التي يحاول تنظيم دروكدال جعلها ملاذا لعناصره، فيما تقع على عاتق القوات المالية مسؤولية ضبط الأمن في صحرائها بتعداد 5 آلاف دركي، وذلك بالتعاون مع الجزائر• ويرى مراقبون أمنيون لملف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وملف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، أن الجزائر نجحت إلى حد بعيد في توجيه دول المنطقة لسياسة أمنية مشتركة تحول دون تدخل أجنبي مرفوض أصلا، من خلال الاجتماعات واللقاءات التي تنظمها مع دول المعنية والمهددة من تواجد العناصر الإرهابية فوق أراضيها، وكذا عبر التوجيهات الاحترافية التي تقدمها لسلطات دول الساحل بعد الاعتراف الذي أصبحت تحظى به إطارات الجيش الوطني الشعبي الجزائري في العالم، والدعم والمساعدة العسكرية والاستخباراتية التي توفرها، وهي أمور ستدفع إلى مواجهة تنظيم إمارة الصحراء بقيادة الإرهابي أبي زيد المدعو، يحي جوادي•