أفادت مصادر موثوقة ل "الفجر" أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أقدمت مؤخرا على إجراء حركة تغيير واسعة في سلك المفتشين بالعاصمة وهذا بعد تقارير العمل الميداني المقدمة إليها والتي تبين من خلالها أنها جاءت "سلبية". أفادت مصادر موثوقة ل "الفجر" أن حركة التغيير في سلك المفتشين الموزعين على المقاطعات الإدارية للعاصمة، تمت بناء على الحصيلة العملية من خلال التقارير الدورية التي يسلمها المفتشون إلى المسؤولين هؤلاء يقومون في نفس الوقت بالاطلاع عليها وفحصها مرة أخرى، إلا أن هذه المرة الحصيلة - كما قالت ذات المصادر - جاءت "سلبية" و"مخيبة" لآمال الوصاية وهو ما جعل هذه الأخيرة تتخذ تدابير استعجالية بإجراء حركة تغيير واسعة مست سلك المفتشين المعتمدين في المقاطعات الإدارية بالعاصمة. "المفتش" السند القانوني للإمام يلجأ إليه من أجل الحماية ولكن..؟ وأوضحت مصادر "الفجر"، أمس، أن مهمة المفتشين المنصبين على مستوى كل مقاطعة إدارية بالعاصمة والمقدر عددها ب 13 مقاطعة تقتضي منها المراقبة الدورية للمساجد، هيكلتها وتنظيمها، إضافة إلى مهمة حساسة تتمثل في مراقبة اللجان الدينية والأعمال التي تقوم بها داخل المساجد والتي أضحت في المدة الأخيرة (اللجان الدينية) غطاء وقبعة لبعض التيارات السياسية التي انتهزت الفرصة بوجودها داخل المساجد وحولت مسارها من بناء المساجد والحفاظ عليها إلى التحضير لحملات انتخابية مسبقة وهو ما تطرقت إليه "الفجر" وكانت السباقة في نشره في أحد أعدادها السابقة، حيث منهم من تربطهم علاقات خاصة بأعضاء ورؤساء اللجان الدينية يتغاضون عن التصرفات والسلوكات المشبوهة لهؤلاء، ومنهم من تكون المصلحة وراء عزوفهم عن اتخاذ إجراءات عقابية وردعية في حقهم (رؤساء وأعضاء اللجان الدينية) وهذا بالطبع من شأنه التأثير على عمل الإمام الذي يجد نفسه مرغما على مواجهة ذلك الوضع وحده، بالرغم من أن السند القانوني للإمام داخل المسجد هو المفتش. تقارير الأئمة عن "اللجان الدينية" في مهب الريح لدى المفتشين وقالت مصادر "الفجر" إن الإمام الأعلى رتبة في المسجد يقدم أسبوعيا تقريرا للمفتش يدون فيه كل الأحداث التي حصلت بداخله على مدار 7 أيام وغالبا ما تكون تلك التقارير تتعلق بالتجاوزات التي تقوم بها اللجان الدينية والتي كانت في العديد من المرات محل تقارير يرفعها الأئمة إلى المفتشين، لكن هؤلاء لا يأخذونها بعين الاعتبار في كثير من المرات بسبب نفس الانتماءات السياسية التي تربطهم. "مفتشون" حولوا إلى مقاطعات أخرى والبعض أرجعوا إلى وظائفهم السابقة وعن حركة التغيير التي مست المفتشين بمديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر، كشفت ذات المصادر أن التقارير التي رفعت إلى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بشأن حصيلة عمل كل مفتش في الميدان بعد فحصها والاطلاع عليها من قبل المسؤولين في الوزارة بينت أنها جاءت سلبية وخالفت التوقعات. وعليه، ولتدارك الأمر، أقدمت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على إجراء حركة تغيير واسعة في سلك المفتشين على مستوى المقاطعات الإدارية للعاصمة، مست العملية تحويل البعض منهم إلى نفس المنصب، لكن في مقاطعة أخرى، وآخرون شملتهم حركة التغيير بإرجاعهم إلى وظائفهم ومناصبهم السابقة قبل أن يعينوا في سلك "المفتشين".