أدت التقلبات الجوية الأخيرة إلى إيقاظ عدة أودية كانت نائمة منذ عشرات السنوات بعدة بلديات بولاية تيارت، وأدى بعضها إلى إجهاض أرواح عدة منها شيخ يبلغ 64 سنة ببلدية الشجيمة، وطفل لم يتعد 4 سنوات بعين الذهب، وكان ذلك في وقت قياسي. الجفاف الذي ضرب المنطقة طيلة ثلاث عشريات أدى بالمواطنين إلى الإطمئنان والبناء داخل الأودية التي كانت تخيف السكان منذ وقت قريب، وقد أدت هذه الأخيرة للقضاء على عشرات الرؤوس من المواشي ببلدية الفايجة وسقوط عدة سكنات كان أهلها مطمئنين، مما أدى بالسلطات البلدية إلى خلق خلية أزمة مستمرة حسب رئيس البلدية. بلدية الرصق هي الأخرى مسها الضرر، إذ تضررت حتى الأراضي الزراعية وتهشمت تربتها المتماسكة، الطرق اهترئت بكل من الشحيمة والرصفة وسيدي عبد الرحمان، وخاصة بالوسط الحضري، ولا سيما بلدية توسنينة التي تقع على وادي مينة المشهور والذي يصب في وادي الشلف، وادي ميته الذي تصب فيه عدة وديان فرعية ك (كيادار ، يازرم، فيقاب، بوببحة، عين غزال) أما مدينة مدريسة الواقعة على وادي الصفصاف غربا والذي يشكل خطرا كبيرا على سكان الجهة الشمالية للمدينة، ومصب عين عمر على مسافة 12 كم، غير أنه يوقع خسائر كبيرة عند الفيضان والذي يتسع ل 300م3 . غير أن المصب الأخطر يبقى ذلك الذي يمر شمال سوق الفلاح سابقا إذ يشكل خطرا على السكان إذا لم تسارع السلطات لإيجاد مخرج وهو حفر مصب تجمع مائي للحيلولة دون تسرب الماء إلى داخل السكان، وعند حدوث الفيضان فإن السكان المحاذين ملزمون إلى مغادرة سكناتهم إلى حين هدوء العواصف الرعدية، هذا الوادي الذي أسيل حوله حبر كبير وذلك لعدة عمليات والأموال التي خصصت له سابقا طيلة عشرين سنة وآخرها غلاف 3.5 مليار سنة 2004. وفي حالة إنجاز مجرى أو مصب هذا الوادي، فإن حوالي 100 مواطن سيكونون في مأمن. ودائما في ذات البلدية فإن أودية نائمة جنوب البلدية، بكل من دوار الجديد وطريق الصفالة إذا ما تواصلت حالة الأحوال الجوية على ما هي عليه فإن أخطار كبيرة تحدق بسكان المناطق المذكورة، ويكمن الحل في إنشاء مجمع مائي ضخم يحمي الأراضي الفلاحية ويخزن مئات الأمتار المكعبة تخصص للسقي والري، خاصة أن الفرصة مواتية ما دامت المشاريع الكبرى تعطى لها أهمية كبرى لوجود الأموال الكافية، وقد كان هذا المشروع مبرمجا إبان حقبة الإستعمار بعد دراسة وافية، لكن المعمرين آنذاك وجدوا أن الإستفادة ستكون للشعب الجزائري فأقلعوا عن الفكرة. بلدية سيدي عبد الرحمان هي الأخرى أصابها الضرر، تضررت 40 عائلة بالقرب من الوادي الذي شيد في الثمانينيات وقسم المدينة قسمين. بلدية عين الذهب، سجلت أكبر الخسائر بحكم تواجدها وسط مصبات ناتجة استيقظت هذا الخريف وحاصرت المدينة مما أدى إلى المطالبة بأن تكون البلدية منكوبة إذ بات عدة مرات السكان المتضررون في العراء، خوفا من حدوث كارثة. وقد زار والي الولاية المنطقة المتضررة للوقوف على الخسائر. نشير إلى أن عدة بلديات تفتقر إلى عتاد كالجرافات لازالة وتصريف المياه المياه والأوحال.