الشعب الجزائري عنده قصر باسمه، إسمه قصر الشعب.. ومع ذلك يلهث هذا الشعب في الحصول على سكن! أو لنقل بعضه يسكن الأكواخ والقصدير نكاية في القصر الذي يحمل اسمه ولا يسكنه !.. قصر للشعب ! والشعب لا يمكن أن يسير بحرية حتى فوق الرصيف المحاذي للقصر.. ودون أن يسأل عما يفعل؟!.. تسمية قصر الشعب باسم الشعب تشبه تسمية الجمهورية الجزائرية بالديمقراطية والشعبية !... فقد اختفى تأثير الشعب في كل مناحي الجمهورية الشعبية ! .. ومع ذلك ماتزال الجمهورية شعبية !.. لكن في الإسم فقط !.. عندما اعتلى الشاذلي سدة الحكم .. قال : إن قصر الشعب يجب أن يعود إلى الشعب.. وبالفعل تحول إلى هيئة ثقافية لمدينة الجزائر .. وتسكع فيه الشباب حتى شبع !.. ثم عاد قصر الشعب للشعب ولكن بحراسة مشددة ! تحميه من الشعب ! .. وقصر الشعب مثل دار الشعب، التي جعلت للشعب في أول ماي ولكنها تحولت إلى دار للنقابة لا علاقة لها بالشعب !.. ومن قرارات الشاذلي المهمة أيضا أنه وجد استعمال تعبير "الأخ الرئيس" الذي ورثته السلطة عن زمن الثورة .. فقالت بطانته أنه لا يجوز التآخي بين الرئيس وأي مواطن !.. ولابد من استعمال كلمة السيد الرئيس بدلا من الأخ الرئيس !.. وبعد ذلك بمدة أصبحت كلمة السيد الرئيس لا تفي بالغرض، فأطلق إسم "الفخامة على الرئيس" ليصبح في مستوى الجلالة بالنسبة للملوك؟! لقد صادرت الحكومة ساحة إفريقيا من الشعب .. وصادرت حديقة القصر أيضا مثلما صادرت المسالك المحاذية للقصر .. وصادرت أيضا عدة كيلومترات من شاطئ نادي الصنوبر .. صادرته من الشعب !.. مشكلة البلاد اليوم هي أن هناك عدة مصطلحات ماتت في الواقع ولكنها ماتزال حية في الإستعمالات اليومية ومنها أضحوكة تسمية قصر الشعب ودار الشعب بهذا الإسم؟!...