إذا صح ما يقال عن وجود مشروع إطلاق قناة فضائية تلفزية من باريس لها علاقة ما بالجزائر وما يجري فيها من مخاض سياسي !.. إذا صح ذلك، فإن عدة أسئلة حائرة تطرح !.. وقد لا تحتاج إلى إجابة، بل تحتاج فقط إلى طرح !.. ومن هذه الأسئلة: لماذا لا نطلق هذه القناة من الجزائر وتطلق من فرنسا ؟! .. إذا كانت فعلا لها علاقة ما بالجزائر؟! هل يعقل مثلا أن ندعو إلى الإستثمار في الجزائر ونقوم نحن بالإستثمار في فرنسا عندما يتعلق الأمر بالسمعي البصري ؟! .. من سيطلق هذه القناة في عاصمة الجن والملائكة ؟! هل هو معارض للنظام هرب بأفكاره وحريته إلى هناك؟! أم هو ملاصق للنظام يريد خدمته من هناك؟! .. هل القناة موجهة إلى الجزائر .. أم موجهة إلى فرنسيي الجزائر .. أم موجهة إلى جزائريي فرنسا؟! .. وهل تمويل القناة من المال الجزائري المهرب إلى هناك .. أم من المال العام الذي سيهرب إلى هناك تحت هذه الصيغة أو تلك؟!.. هل القناة ستكون في علاقتها بالجزائر مثل قناة الخليفة في علاقتها بالرئاسيات الماضية؟! .. أم ستكون أسدية الرفعة في علاقتها بالسلطة في الجزائر؟! .. هل الأمر له علاقة بتحضير صوت للمعارضة أم له علاقة بتحضير صوت للسلطة من شارع الإليزي بدلا من شارع الشهداء؟!.. وإذا كان سكان شارع الشهداء هم الذين سيتولون إطلاق القناة، فلماذا لم يقم هؤلاء بفعل ذلك من شارع الشهداء؟! ويفعلون ذلك من شارع الإليزي ؟! .. وهل ظروف نجاح هؤلاء في شارع الإليزي أكبر من ظروف النجاح في شارع الشهداء؟! ... هذه الأسئلة وغيرها تعكس حالة من التخبط السياسي الإعلامي في البلاد لا يمكن تجاوزها بالهروب من شارع الرداءة في الجزائر إلى شارع الجن والملائكة ؟!...