يواجه الرئيس الأمريكي الجديد باراك اوباما ملفات ثقيلة ورثها عن سلفه السابق بوش ابرزها الوضع في العراق وافغنستان وعملية السلام في الشرق الاوسط والعلاقات مع ايران التي تمضي قدما في انشطتها النووية رغم الضغوطات الامريكية واخيرا الازمة المالية العالمية وتدهور الاقتصاد الامريكي . العراق وافغنستان لايزال العراق بعد خمس سنوات من الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة غير مستقر رغم تحسن الأمن، وعلى الرئيس الجديد إدارة الملف العراقي بشكل يحافظ على نفوذ الولاياتالمتحدة في العراق بعد سحب قواتها منه. وفي الوقت الذي تستمر فيه الانفجارات والهجمات المسلحة هناك ضد الأبرياء والجنود الأمريكيين، فإن أية تسوية لن تنفع دون التفاهم مع القوى الفاعلة على الساحة السياسية العراقية. وهي مهمة لن تكون سهلة أمام أوباما الذي يريد سحب قوات بلاده في مدة أقصاها 16 شهراً، . وبالنسبة لأفغانستان فإن الوضع الأمني يسوء هناك من يوم لآخر على ضوء اشتداد حدة هجمات حركة طالبان ضد قوات التحالف الدولي/ ايساف. وهو الأمر الذي جعل الكثير من الوعود والالتزامات الأمريكية بشأن إعادة البناء وتحسين مستوى حياة الناس دون تنفيذ. وسيكون على الرئيس القادم التفكير مليا في كيفية تنفيذ هذه الالتزامات تجنبا لمزيد من التدهور في الأوضاع على الساحة الأفغانية. عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين دعت الادارة الامريكية الحالية في نوفمبر 2007 الى مؤتمر آنابوليس لاعادة احياء عملية السلام بين الطرفين بعد ان تجاهلتها لفترة طويلة.وبعد مرور عام على المؤتمر، ما تزال معاهدة السلام بين الجانبين بعيدة المنال رغم الإعلان عن توقيعها بحلول أواخر العام الحالي.واستبعد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوصل الى اتفاق قبل آخر السنة الحالية خصوصاً في ظل تعليق المفاوضات بانتظار تشكيل حكومة اسرائيلية جديدة بعد الانتخابات المتوقع إجراؤها في العاشر من فبراير المقبل.ويأمل الطرف الفلسطيني بمشاركة امريكية اكبر في عملية السلام بينما تأمل اسرائيل في استمرار علاقاتها المميزة مع الامريكيين بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية. ايران باتت طموحات ايران النووية ومواردها من الطاقة ونفوذها الاقليمي الذي اتسع نطاقه كثيرا جراء الحروب الامريكية التي اطاحت بأعداء الولاياتالمتحدة في افغانستان والعراق تؤثر على المصالح الوطنية الحيوية للولايات المتحدة. وفشلت محاولات سابقة لعزل وتقويض الجمهورية الاسلامية. وقادتها المتشددون قبضتهم قوية في السلطة. ولم تردعها عقوبات الاممالمتحدة والعقوبات الامريكية عن مواصلة العمل في برنامجها للطاقة النووية الذي تقول ايران انها تريده فقط لتوليد الكهرباء وليس لصنع قنابل. وابقى بوش الخيارات العسكرية "على الطاولة" لكن معظم تركيزه العام الماضي انصب على الدبلوماسية الدولية لتشديد العقوبات. ويبدو ان الازمة المالية العالمية قلصت من فرص اي هجوم استباقي امريكي او اسرائيلي في اي وقت قريب نظرا للاضطراب وتعطل الامدادات النفطية اللذين قد يترتبا على مثل هذا الهجوم. اقتصاد يعاني الركود وميزانية تعاني العجز وأزمة مالية عالمية وقد أظهرت معطيات الأيام الأخيرة أن الصناعة الأمريكية تتقلص بشكل لم تشهده منذ نحو ثلاثة عقود. وعلى عكس الرئيس بيل كلينتون الذي ترك موازنة عامة فائضة، فإن بوش الابن يترك عجزا سنويا يزيد على 700 مليار دولار سنويا في هذه الموازنة. وقد وصلت تراكمات هذا العجز إلى أرقام فلكية تقدر بأكثر من 7000 مليار دولار. ومن شأن ذلك أن يجعل حيز المناورة ضيقا أمام الرئيس القادم فيما يتعلق بالإنفاق الحكومي لإنعاش الاقتصاد والحفاظ على أماكن العمل. فضلا عن الازمة المالية لم يشهدها العالم منذ عشرينيات القرن الماضي