كثرة الحديث عن الدستور لا تعني بتاتا أن للدستور أهمية في حياتنا السياسية، وأقل من ذلك أن له قدسية عند ناس السلطة بالخصوص• في حياة الجزائر المستقلة عن الاستعمار القديم، وضعت السلطة أربعة دساتير، ولكن لم يطبق إلا دستور واحد، وهو دستور 1976• وقد تعرض للتعديل بعد فترة قصيرة من وضعه، أي بعد وفاة بومدين مباشرة، منها على الخصوص تمكين الرئيس من تعيين وزير أول• أما دستور 1989 الذي جاء بالتعددية السياسية فإنه لم يدخل حيز التطبيق الفعلي إلا بشكل جزئي محدود جدا، لكنه مقابل ذلك تعرض لثلاثة تعديلات هامة• واحدة متصلة بعلاقات السلطات فيما بينها، خاصة إنشاء الغرفة الثانية للبرلمان، أي مجلس الأمة، والثانية هي المتصلة بالهوية الوطنية، أي إدخال الأمازيغية ثقافة ولغة، وأخيرا التعديل المقترح بتوسيع صلاحيات الرئيس وتمكينه من فترات انتخابية أخرى إن أراد وسمحت له صحته بذلك• في حروف هذه الكلمة يمكن أن نجد كلمة سدل، فهل يُعِد هذا التعديل الجزئي لإسدال الستار نهائيا على الأمل في حياة ديمقراطية والأمل في ممارسة أخرى للسلطة تقدم على فصل واضح بين السلطات• أما كلمة استرد فهي توحي بأن السلطة استردت تدريجيا ما أوحى به دستور1989 أنه " تنازل" من السلطة على شيء من مساحة القرار ل"الإرادة الشعبية"• أما كلمة توسل فهي تذكرنا بأن الناس ظلت" تتوسل" من السلطة سكنا وقدرة شرائية أحسن ودولة قانون، لكن السلطة " تكرمت" بتعديل الدستور وبسلطة تنفيذية قوية برأس واحد•