عادت الكلمة للاستخدام السياسي الإعلامي، بل إن التحالف الأطلسي في أفغانستان ونظام كابل عبروا عن الاستعداد للوصول لاتفاق سياسي مع طالبان!! تقول النكتة إن مواطنا عربيا استغرب أن طالبان (مثنى طالب) ومعهم أسامة بن لادن تمكنوا من إحداث هذه الضجة العالمية، وتساءل ماذا لو كان القسم بكل طلبته؟!! الواقع أن ما يجري مثير للغرابة على أكثر من صعيد، فأفغانستان من أفقر دول العالم وهي تقريبا بلد غير مسلح إلا بأسلحة أكل الدهر عليها وشرب، ومع ذلك فطالبان تعيد فرض نفسها ميدانيا، وتجعل خصمها مستعدا للتعامل معها تعاملا سياسيا. ذلك أمر ينبغي أن يشغل الساسة والقادة العسكريين والخبراء الاستراتيجيين. ذلك حال طالبان في أفغانستان، أما حال أسامة بن لادن فمازال غامضا. يقال إن بن لادن يملك ثروة، إلا أن ثروة أمريكا أكبر، ويقال إنه يملك تنظيما إرهابيا، لكن لأمريكا والحلف الأطلسي جيوش مدججة بأحدث الأسلحة الأكثر تدميرا، ومع أن المواجهة ليست متكافئة، إلا أنها مستمرة منذ أكثر من سبعة أعوام، عكس ما حدث لنظام صدام حسين في العراق. فكيف تستطيع طالبان والجماعة الإرهابية لبن لادن مواصلة المواجهة ويسقط نظام عربي بتلك السهولة؟! في حروف هذه الكلمة نجد كلمة مثل باطل، وهنا نرى أن الغرب، والمتحالفون معه، يرى أن الحرب على أفغانستان والعراق حق والرأي العام يرى أنها باطل. أما كلمة بطل، فهي تجعلنا نرى هنا أيضا أن أطرافا من الرأي العام ترى جماعة طالبان وابن لادن أبطالا بينما تراهم الأحادية القطبية وحلفائها، إرهابيين متطرفين ومنحرفين. أما كلمة بان فهي تقول لنا أنه بان بوضوح أن القوة والتفوق العسكري لا تحسم معركة، وإذا كان الرئيس جورج بوش تساءل: لا أدري لماذا هذه الكراهية من قبل هذه الشعوب ضد أمريكا مع أننا شعب طيب؟!! فما هي التساؤلات التي يطرحها اليوم هو وجنرالاته؟! وتجعلنا كلمة طال نقول أن النظام الدولي الذي تحكم واشنطن السيطرة عليه سيطول لفترة زمنية. كان الماركسيون يقولون إن الرأسمالية تحمل في طياتها بذور فنائها، وعاد البعض لهذه النغمة مع الأزمة المالية الحادة القائمة، فهل ذلك مازال صحيحا؟ الثابت حتى الآن أن الأنظمة الشمولية هي التي حملت في طياتها بذور فنائها، فهل صارت أمريكا تمثل النظام الشمولي؟ قد تعني العولمة في بعض جوانبها الشمولية!!