كشفت البروفسور لعجوز رزيق عائشة، رئيسة الرابطة الجزائرية ضد الرثية، أن الروماتيزم يحتل المرتبة الثانية في الجزائر بعد مرض ارتفاع ضغط الدم، إذ أن المستشفى الجامعي لبن عكنون وحده، يستقبل 25 ألف مصاب بالروماتيزم سنويا، بفعل انتشار الفيروسات المسببة للمرض في الهواء وكذا نتيجة لعوامل وراثية. وحسب البروفيسور لعجوز، التي أشرفت أمس على تنظيم فعاليات المؤتمر الثامن لمرض الروماتيزم بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، أن الجزائر تحصي ملايين الأشخاص المصابين بمختلف أنواع الروماتيزم، وهو ما جعلها تحتل المرتبة الثانية بعد ارتفاع الضغط الشرياني ضمن قائمة الأمراض غير المعدية، التي عرفت طريقها بقوة لدى الجزائريين. علما أن مرض الغضروف (الأرتروز) وهشاشة العظام، يعتبران الأكثر انتشارا خاصة وأنهما باتا يمسان الشباب بصفة ملحوظة. وأضافت ذات المتحدثة أن أدوية علاج المرض متوفرة فقط في المستشفيات، الأمر الذي يعيق العلاج بالنسبة للمرضى الذين يعالجون على مستوى العيادات الخاصة، مشيرا إلى أن في بعض الأحيان لا يكون الدواء متواجدا حتى في المستشفيات، ما يجعل المريض يتوقف عن العلاج لمدة أسابيع، وهو ما يؤثر سلبا على صحته ويحول دون شفائه. وعن ارتباط أمراض الروماتيزم بعامل السن، أضافت البروفسور لعجوز أن أمراض الروماتيزم لا علاقة لها بالسن وأن اكتشافها في وقت متأخر من قبل، كان راجعا لنقص التشخيص إن لم نقل انعدامه في الفترات السابقة، خاصة أن الجزائر لم تكن لديها أقساما متعددة، مخصصة لعلاج مختلف أنواع الروماتيزم مثل المتوفرة في الوقت الراهن. وتأتي أمراض هشاشة العظام في المرتبة الثانية من حيث الانتشار بعد "الأرتروز" وتعاني منها المرأة بشكل ملحوظ مقارنة مع الرجل. أما عن أسباب تلك الأمراض، فأكدت لنا البروفيسور لعجوز أن منها الوراثية ومنها ما تتسبب فيه عوامل متعددة، كالبيئية مثل الاتصال اليومي مع بعض المواد واستنشاقها، ما يتسبب في الداء وكمثال على ذلك، العاملون في مصانع الإسمنت أو في مجال نحت الحجارة والمعرضون للإصابة بمضاعفات خطيرة جراء استنشاقهم لغبار تلك الحجارة، حيث أن ذات الغبار ينفذ عبر الرئتين ومع المداومة على ذلك النشاط يصاب ذات الشخص بداء التليف الرئوي، أو ما يطلق عليه بداء السيليكوز الذي تم إدراجه ضمن قائمة الأمراض المهنية الخطيرة. علما أن ذات الداء يتسبب في أمراض أخرى من بينها أمراض جلدية متمثلة في تصلب الجلد وأخرى لها علاقة بالمفاصل يمثلها داء التهاب المفاصل الذي يصنف على كونه داء خطيرا. وعن هدف المؤتمر، ذكرت البروفيسور أنها فرصة لتكوين الأطباء المختصين وعرض أهم الأدوية الجديدة المتعلقة بعلاج أمراض الروماتيزم، خاصة وأنه يعرف مشاركة 13 دولة عربية وأجنبية، وهو ما يساعد على تبادل الخبرات.