كشفت البروفيسور لعجوز رزيق رئيسة الجمعية الوطنية لداء الرثية أول أمس، عن بلوغ عدد الجزائريين المصابين بأمراض الروماتيزم على اختلاف أنواعها ما يقارب 4 ملايين مصاب، وهو ما وصفته بالإحصائية غير الدقيقة في انتظار الانتهاء من التحقيق الذي فتح على المستوى الوطني لإحصاء المصابين به للوقوف في وجه استفحاله بعدما تربع في الدرجة الثانية لقائمة الأمراض الأكثر شيوعا بالجزائر بعد ضغط الدم . قالت رئيسة جمعية أمراض الرثية خلال ندوة صحفية نشطتها بمناسبة الملتقى الوطني الثامن لهذا الداء والمنعقد أول أمس بفندق الأوراسي، إن أمراض الروماتيزم تعد أحد أهم العوامل المساهمة في الرفع من أعداد المعاقين عبر الوطن إذا ما لم يتم التكفل بالمصاب في الآجال المحددة، فعلى سبيل المثال مرض التهاب المفاصل الروماتيزمي إذا لم يعالج مباشرة بعد الكشف عن الإصابة فإن المصاب سيصبح معاقا حركيا بعد سنتين فقط من الإصابة. العمال أكثر عرضة للإصابة وحسب إحدى المداخلات في هذا المؤتمر الذي استمر على مدى يومين، فإن الفئة الاجتماعية الأكثر عرضة للإصابة لأمراض الروماتيزم التي تمس العظام والمفاصل بالدرجة الأولى مثل هشاشة العظام، التهابات الروماتيزم، آلام أسفل الظهر، هم العمال الذين تتطلب نوعية وظائفهم مجهودا عضليا كبيرا أو يتخذون وضعيات جلوس غير صحية كالجلوس المطول بالنسبة لعمال المكاتب والسائقين. أما الشريحة المعرضة لخطر الوفاة المبكر من بين الفئات المذكورة، فأوضحت البروفيسور لعجوز على هامش اللقاء أنها من الشباب العاملين في مقالع الحجارة وورشات صقل الرخام، حيث يكونون عرضة لخطر مضاعف من ناحية الإصابة بالأمراض التنفسية الحادة وكذا الالتهاب الروماتيزمي الحاد على مستوى أسفل الظهر والكتف، مع العلم أن هؤلاء العمال من الفقراء وسكان المناطق الجبلية النائية، وهم لا يتابعون حالتهم الصحية، ما يتسبب في انخفاض معدل أملهم في الحياة فهم يتوفون في سن جد مبكرة لا تتجاوز 28 سنة على أبعد تقدير، وعلى هذا الأساس أضافت لعجوز أنها وباسم الجمعية الوطنية للأمراض الرثية قامت بعرض سنة 2007 وضعية هؤلاء الشباب على وزارتي الصحة والعمل والضمان الاجتماعي من أجل التكفل بهم صحيا وتأمينهم اجتماعيا. وللمضادات المضادات الحيوية تأثير حتى وإن كانت من النوع الذي لا يحتوي على هرمون ''الستيروييد'' إلا أن للمضادات الحيوية تأثيرات جانبية قد تشكل خطورة كبيرة على صحة المصابين بأمراض الروماتيزم إذا لم توصف بحذر، كما أكدته البروفيسور لعجوز، وكانت قد تطرقت له البروفيسور ''غلتي'' في مداخلتها حول مخاطر المضادات الحيوية على هؤلاء المرضى، فقد بينت الدكتورة أن للمضادات الحيوية آثارا جانبية تمس بطريقة مباشرة الجهاز الهضمي والأمعاء والجهاز البولي والقلب سواء أكانت تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، حيث تصيب المريض المعتاد على تناولها بصفة مستمرة في بعض الأحيان بقرحة المعدة التي تتطور فيما بعد مع مرور الزمن وتصل 4 إلى 8 بالمائة من الحالات إلى الوفاة. وفي هذا الإطار قالت لعجوز إن الهدف الرئيسي من هذا الملتقى هو تكوين الأطباء في مجال وصف الأدوية بحذر حفاظا على صحة المرضى من المضاعفات الجانبية غير المرغوبة، وحثهم على تطبيق مطالب وزير الصحة في وصف الأدوية الجنيسة الأقل تكلفة.