اختتم، أمس، الصالون الوطني للتزيين بعد أربعة أيام من العرض المتواصل ابتداءً من 11 نوفمبر ببهو المكتبة الوطنية الجزائرية بالحامة، لتكون بذلك فرصة للعارضين والزوار على حد سواء لعرض وتسويق منتوجاتهم، على أن ينظم خلال شهر مارس المقبل صالون وطني آخر للصناعات التقليدية، حسبما أكده أغلب المشاركين بالصالون. وشهد الصالون المنظم من طرف وزارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية إقبالا كبيرا وانطباعات حسنة في نفوس الزوار الذين أعجبوا بالمعروضات التي كانت في مجملها تحفا فنية رائعة تعبر عن ثقافة جزائرية مميزة، وأولى هذه التحف التي استقطبت اهتمام الزوار هي الثريا الضخمة المذهلة التي تقابلك عند المدخل وهي لأحد عارضي النحاس. واسترعى اهتمام الزوار أيضا ما عرض من الفخار والنحاس والزرابي الفريدة التي حفلت بالألوان والأشكال الهندسية البديعة، وقد اختصت بنسجها منطقتا غرداية وتيزي وزو. إن الزائر لهذه المعروضات من شمعدانات وصوان وصينيات تأخذه الدهشة ويقف مستعجبا أمام تفنن وإتقان صناعة هذه الأواني النحاسية بيد فنان قسنطيني، قدم بعض أعماله هدية للرئيس الفرنسي أثناء زيارته للجزائر، كما أن صناعة الخيزران لا تقل حداثة وروعة برع هؤلاء الحرفيون في كل ما قدموه من أعمال رائعة رغم قلة الإمكانات وغلاء الإيجار وانعدام الأماكن الخاصة بأعمالهم، بل كثير منهم آثر البقاء في البيت أو التخلي عن حرفته؛ حيث أنه وحسبما أجمع عليه أغلب المشاركين فإن أهم المشاكل التي تعترضهم هي مشكلة التسويق وقلة هذه المعارض، بل ندرتها ومحدوديتها وطالب أغلب الحرفيين الذين التقيناهم بضرورة تكفل الدولة بتسويق المنتوج داخل الوطن وخارجه والمشاركة في الصالونات الدولية التي تقام في فرنسا والمغرب وغيرهما، وقضية إعانتهم ماديا ومساعدتهم وتسهيل عملية الحصول على المادة الأولية، وإزالة كل العوائق والرسوم الجمركية، يطمحون إلى إنشاء مراكز متخصصة متطورة تمكنهم من تقنيات المهنة. كما طالبوا بتخصيص منازل للصناعات التقليدية تختص بالعرض والبيع وترويج السلع عن طريق الإعلام، وأيضا في بُعد المراكز الوطنية المكلفة بمراقبة الجودة والنوعية مشكلة تتطلب تقريب هذه المراكز، فمركزي غرداية وتلمسان لم يعودا كافيين لتغطية وسد الحاجة، ومن المشاكل أيضا غلق بعض معامل النسيج، الأمر الذي رفع الأسعار ولجوء الكثير من الحرفيين إلى استعمال الصوف الصناعية. إن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى وجود 250 ألف حرفي يمارسون نشاطهم، بينما نجد تقلصا في المنتوج، وقد يعود هذا إلى عزوف الكثير عن الإنتاج، وأن إنتاجهم تنافسه الصناعة الرديئة التي يرغب فيها المستهلك لسعرها المنخفض، كل هذه المشاكل والصعوبات لم تمنع الحرفيين من ممارسة هواياتهم المحببة، فهم يحق سفراء أوفياء لثقافتنا وتقاليدنا.