كتاب "الرجل الذي رفض الوزارة " هو المؤلف الجديد الذي صدر مؤخرا للكاتب الجزائري المعروف محمد بوعزارة، الذي يحتوي مقالا يحمل نفس العنوان، بالإضافة إلى 43 مقالا آخر يعالج مواضيع متعددة ذات طابع ثقافي وسياسي، وأخرى تتناول لقاءاته مع العديد من الشخصيات من بينها مولود نايت بلقاسم ، عبد الرحمان شريط، إلى جانب قضايا سياسية أخرى مثل العولمة والحرب في العراق. كما تضمن الكتاب مقدمة بقلم عبد الحميد مهري. وقد أوضح الكاتب الذي التقته "الفجر" على هامش الصالون الدولي للكتاب في حديثه عن محتوى مؤلفه المستوحى من مقال كتبه بداية عام 2007 ، حول إحدى الشخصيات الثورية البارزة وهو محمد السوفي الذي يقول عنه الكاتب إنه " كان معلما قبل الثورة الجزائرية بمنطقة متليلي بغرداية، تبوأ خلال مرحلة الثورة منصب مدير لأول إذاعة بالناظور نظرا لامتلاكه للصفات التي تؤهله لتولي هذا المنصب المهم ، خاصة أن الإذاعة قد لعبت دورا مهما في الدعاية للثورة. وعقب الاستقلال استدعاه الرئيس أحمد بن بلة ليعينه وزيرا أو واليا في إحدى الولايات المهمة، لكن الرجل بلباقته رفض المنصب حتى لا يحسب على أي طرف من الأطراف المتصارعة على السلطة في بداية الاستقلال، خاصة مع انتمائه لجماعة الراحل عبد الحفيظ بوصوف. ونفس المطلب تكرر مرة ثانية من الرئيس الراحل هواري بومدين عقب الحركة التصحيحية في 19 جوان، وهوما أعاد رفضه مرة أخرى وفضل البقاء في التعليم.. حتى ظهر قانون المجالس البلدية الولائية في عام 1967 حيث قام أعيان ومواطنو غرداية بترشيحه لمنصب رئيس البلدية، الذي فاز به رغم أنه لا ينتمي للمنطقة، فهو ينحدر من مدينة الاغواط. وعندما أجريت الانتخابات التشريعية عام 1977 عرض عليه الأعيان الترشح بالإجماع فقبل وترشح ، وأصبح نائبا لولاية غرداية، وفي سنة 2006 كرم بمناسبة ذكرى تأسيس إذاعة الثورة وبعد يومين من تكريمه توفي"، وهو الأمر الذي حزّ في نفس الكاتب كما تأثر لهذا الحدث تأثرا شديدا مما دفعه لكتابة مقال تحت عنوان"الرجل الذي رفض الوزارة " ثم جعله عنوانا لكتابه الذي أكد الكاتب بشأنه أنه اختار وضع هذا العنوان لأنه رأى أنه يفي بالغرض ويستقطب اهتمام القارئ. وفي سياق متصل، يضيف محمد بوعزارة أن هنالك روابط مختلفة ونقاط قد لا تلتقي في محتوى الكتاب، حيث جمع عددا من المقالات التي كتبها خلال السنتين الماضيتين منها مواضيع ذات صلة بالوضع الثقافي والسياسي والدولي وأخرى مواضيع عامة. ويواصل قائلا "إذا كان هناك عنوان الرجل الذي رفض الوزارة، فهناك الرجل الذي أبكى الكثير من الجزائريين، وهو الصديق تاوتي الذي اكتشف الجزائريين المنفيين بكاليدونيا الجديدة عندما كان عضوا بالبنك الإسلامي".