جاء المؤلف الجديد " الرجل الذي اختار الوزارة" لصاحبه البرلماني و الإعلامي محمد بوعزارة ليسلط الضوء على شخصية المجاهد الراحل محمد السوفي الذي كان مثالا على العطاء الصامت والتضحية المتواضعة التي فجرتها الثورة الجزائرية. مقدمة الكتاب جاءت بقلم الأستاذ عبد الحميد مهري الذي عرف الرجل الذي اختاره المؤلف المجاهد الراحل محمد السوفي ليسلط الضوء عن شخصيته المميزة ، حيث أكد مهري في كلمته الافتتاحية للكتاب أن " صاحب الكتاب وصاحب العنوان يجمعهما الإعلام والنضال، ويقرب خطوط حياتهما أنهما نتاج مخاض واحد مع اختلاف السن و الفترة الزمنية وهو مخاض الثورة الجزائرية. وأن المناضل الذي ألف الكتاب- يضيف مهري – والمناضل الذي يشير إليه عنوان الكتاب يعتزان ويكتفيان دون شك بصفة المناضل التي تجمعهما دون إضافة عليها ، ولكن الإشارة إلى المخاض والظروف التي وضعتها في المكانة التي يحتلها كل واحد منهما يذكر بحقيقة تاريخية، وتجربة سياسية ثمينة خلاصتها أنه كلما اجتمعن طاقات الشعب على أساس سليم توجت جهوده بالنصر والنجاح في أكثر المهام صعوبة و تعقيدا، وهذا ما قمت به جبهة التحرير الوطني في الماضي.... ويهدف المؤلف من خلال هذا الكتاب الصادر عن دار الأمة في طبعة أنيقة من الحجم المتوسط إلى تسليط الضوء أكثر على الخصال الحميدة والثقافة الواسعة للمجاهد الراحل محمد السوفي، حيث أسند إليه الراحل عبد الحفيظ بوصوف مهمة مديرأول إذاعة للثورة المسلحة على الحدود الجزائرية المغربية. وحسب بوعزارة فأن ما يميزهذا الرجل الذي كان معلما بمدينة متليلي وهو ابن المنطقة المنتمية إلى ولاية الأغواط ،هو مواقفه الصارمة ودبلوماسيته في اتخاذ القرار المناسب ، عندما عرض عليه منصب وزير في عهد بن بلة ورفضه بلباقة كما هي طبيعته، وكرر الرفض أيضا مع الرئيس الراحل هواري بومدين في اعتلاء منصب وزير أو سفير في أي بلد أراد•. وما أثر في نفس الكاتب هو حادثة الوفاة التي أصابت السوفي بعيد أيام فقط على تكريمه في ديسمبر 2006 بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيس الإذاعة الجزائرية• وكان رئيس الحكومة السابق عبد العزيز بلخادم مشرفا على التكريم. تجدر الإشارة إلى أن المؤلف الخامس لمحمد بوعزارة يتضمن مجموعة من المقالات التي نشرها المؤلف في الصحافة الوطنية وجاءت متنوعة من حيث المضمون و تحمل شهادات لبعض من الشخصيات البارزة التي عرفها الكاتب على غرار الرجل الموسوعة الراحل مولود قاسم نايت بلقاسم.