و برأي مدير الغرفة الفلاحية فإن أغلب الفلاحين بالولاية استثمروا أراضيهم في إنتاج الخضراوات التي أصبحت من اختصاص الولاية جيجل التي تتبوأ الصدارة على المستوى الوطني منذ عدة سنوات، إذ يستغل فائض إنتاجها في تموين 8 ولايات تقع في شرق و جنوب شرق البلاد و كل ذلك بحسب مصدرنا ثمرة برامج الدعم التي استفاد منها الفلاحون طيلة السنين الماضية و على صعيد متصل، أكد مصدرنا بأن تحضير الموسم الفلاحي لهذا العام قد تدعم بعقد لقاءات تحسيسية لفائدة الفلاحين قصد توعيتهم من الأخطار المحيطة ببعض المحاصيل التي شهد إنتاجها تراجعا ملموسا خلال السنة الفارطة و في مقدمتها محصول الطماطم بسبب مرض يدعى " مينوز " إضافة إلى تقديم مساعدات تقنية لفلاحين بالتنسيق مع مصلحة حماية النباتات التابعة لمديرية الفلاحة و في سياق ذي صلة اعتبر مدير الغرفة الفلاحية بأن منطقتي القنار و جيمار لا تزالان تمثلان القلب النابض للفلاحة بالولاية لما تتوفران عليه من مساحات زراعية هامة أغلبها مغطاة بالبيوت البلاستيكية و الشيء البارز و المشجع بهاتين المنطقتين هو ولوج المرأة عالم الفلاحة بامتياز و دون أي عقدة، إذ تحوز كثير من النساء بطاقات مهنية و تمارسن أشغالهن الفلاحية عن قناعة و دون أي حرج و رغم الديناميكية التي يشهدها القطاع الفلاحي بالولاية و ليس أدل على ذلك من الارتفاع المتواصل لمنحنى الإنتاج خلال السنوات القليلة الماضية كما تبينه الأرقام الخاصة بالموسم الفلاحي 2006 و 2007 إذ وصل إنتاج الفلفل الحلو إلى 151 ألف و 670 قنطار في الهكتار الواحد إلا أن مدير الغرفة الفلاحية لم يخف تخوفاته من بعض التحديات التي قد تؤثر على فلاحي الولاية و في مقدمتها عدم توفر المنطقة حاليا على سوق كبير للخضر و الفواكه يراعي الإنتاج الضخم، إضافة إلى غياب مرافق التخزين الذي يعد مشكلا وطنيا ناهيك عن معاناة تتصل بغياب التحفيزات و انعدام الدعم المالي فالفلاحون وصلوا إلى مرحلة خطيرة أين أصبحوا يتدبرون أمرهم بأنفسهم لاقتناء وسائل الإنتاج من بيوت بلاستيكية و أسمدة و أدوية، حيث أن أسعارها المدهشة قد أغرقتهم في ديون لا حدود لها، إلا أن الطامة الكبرى التي ألمت بفئة الفلاحين و زادت من قلقهم و عقدت من ممارسة نشاطاتهم في ظروف مريحة والبحث عن الاستفادة من قروض دون فوائد حيث أن وزارة الفلاحة تعاقدت مع بنك التنمية الريفية و البنك الوطني الجزائري لمنح قروض لفلاحين دون فوائد على أن تتكفل الوزارة بدفع جميع الفوائد المترتبة عن القروض التي هي دين لدى الفلاحين لتمويل نشاطاتهم إلا أن برنامج القرض الرفيق هذا لقي فشلا دريعا بجيجل بسبب الإجراءات القانونية التي تلتزم البنوك المعنية بتطبيقها مقابل منح القرض الرفيق و في مقدمتها رهن أرض الفلاح الذي يطلب القرض، و كذا اشتراط عدم وجود أي دين له لدى البنك، و هما الشرطان اللذان حرما أغلب فلاحي الولاية من الاستفادة من هذا البرنامج الجديد الذي تعول عليه الدولة لبعث القطاع نتيجة معاناتهم من ديون سابقة عجزوا عن تسديدها فضلا عن عدم امتلاكهم لعقود الأراضي التي يستثمرونها. و بموازاة ذلك أشار المصدر ذاته إلى معاناة منتجي الفراولة الذين حرموا من الحصول على الأسمدة التي تمنحها الهيئات المعنية بسبب عدم حيازتهم للبطاقات المهنية بحجة ضيق الأرٍاضي التي يستغلونها رغم أنهم في الواقع يساهمون بقسط وافر في ازدهار الإنتاج الفلاحي و خاصة إنتاج الفراولة إذ صارت جيجل تنافس سكيكدة في هذا المجال، و في هذا الإطار علمنا بأنه لحد الآن تم غرس 3 ملايين و 300 ألف شجيرة فراولة خلال شهر نوفمبر الجاري، كما سيتم غرس نفس العدد خلال شهر جانفي المقبل مع العلم أن جميع الفلاحين الصغار الذين لا يملكون البطاقات المهنية و يستغلون بالخصوص في الأرياف و الجبال قد حرموا من الأسمدة لكونها أصبحت تمنح بطريقة مقننة لأصحاب البطاقات فقط، و هذا لأسباب أمنية بحتة و هو ما يهدد بدخول الزراعة الجبلية غرفة الإنعاش.