ولأنها مادة ضرورية يحتاجون إليها فإنهم يسلكون في العديد من المرات مسافات طويلة تمتد إلى حوالي 400 متر للحصول على كميات من الماء يحملونها بأيديهم ما أنهك قوى العديد منهم، في حين يلجؤون إلى شراء المياه المعدنية الصالحة للشرب، وقد أثقل ذلك جيوب العديد منهم بسبب غلاءها، حيث أنهم لا يستطيعون الإستمرار في اقتناء كميات كبيرة من المياه بشكل يومي. وحسب تأكيدات البعض فإن الماء يصلهم مرة واحدة في الأسبوع في حين تجف الحنفيات طيلة الأيام الأخرى. وللاستفسار عن سبب الإنقطاعات المتتالية الحاصلة في توزيع المياه الذي يعاني منه سكان بارانيس والذي يمتد إلى حوالي ثلاثة أشهر، واستنادا إلى توضيحات بعض سكان الحي الذين اقتربت منهم "الفجر " فقد توجهوا إلى مصالح "سيال" التي تتكفل بتوزيع المياه على السكان وأكدوا لهم على مستوى المصلحة التقنية أن السبب في هذا التذبذب الرهيب يرجع إلى قدم شبكة توزيع المياه الواقعة على مستوى الحي وتحديدا في الجزء الذي يزودهم بالمياه، لا سيما أن العديد من تلك السكنات قديمة جدا، و لكن حسب تأكيدات بعض المواطنين فإن السكنات الجديدة الواقعة على مستوى الحي ذاته لم تسلم هي الأخرى من ظاهرة التذبذب الكبير في توزيع المياه رغم أن الشبكة جديدة، وهذا ما أثار استغراب المواطنين الذين تحدثنا إليهم والذين لم يفهموا السبب الحقيقي لهذا المشكل. وأمام معاناة السكان بسبب هذه الوضعية، فقد طالبوا وبنبرة شديدة مصالح سيال قصد العمل وفي أقرب الآجال، على إصلاح الشبكة الخاصة بتوزيع المياه، وهذا بهدف وضع حد لمعاناة السكان والاستفادة كباقي الأحياء بالعاصمة من المياه بشكل منتظم.